تفرض قوات النظام ومليشيات المرتزقة التابعة لها حصاراً خانقاً على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب منذ أكثر من خمس سنوات.
وذلك دون أن تأبه هذه القوات أو الحكومة التابعة لها للكوارث والمعاناة التي تنجم عنه بحق الأهالي والوضع الاقتصادي والصحي والخدمي.
وقد وضعت قوات النظام الأدوية منذ فرضها للحصار على قائمة الممنوعات، حيث تمنع إدخالها إلى الحيين.
كما قامت باختطاف صيدلاني حاول إدخال أدوية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
كذلك استولت على سيارته والمال الذي كان بحوزته، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.
حول هذه الأوضاع المؤلمة والمزرية، عبّر المرضى الذين لا يجدون أدويتهم في الحيين، عن تنديدهم بممارسات قوات النظام، من فرض الحصار.
وحمّلوها مسؤولية تدهور حالتهم الصحيّة نظراً لعدم تلقيهم العلاج.
وحول ذلك قال المواطن عبد الرحمن رستم (56 عاماً) الذي يُعاني رستم من مرض القلب والضغط والسكري، لصحيفة روناهي، بأنه لا يستطيع الحصول على أدويته في ظل الحصار الجائر.
وأضاف: “لست أنا المريض فقط في المنزل إنما زوجتي أيضاً تُعاني من الأمراض ذاتها.
وحالتنا الصحية في تدهور مستمر بسبب عدم وجود الأدوية والعلاج المناسب”.
وأشار رستم: إنه “كان في السابق يستطيع الحصول على أدويته ولكن بثمنٍ عالٍ.
أما الآن فالحصول عليها بات مستحيلاً بسبب الحصار.
مشيراً إلى أنه لا يقوى على البحث عن دوائه خارج الحيين؛ كون صحته لا تسمح له بالسير مُطوّلاً على الأقدام.
وعجزه عن دفع أجرة السيارات كونها تفوق قدرته المادية”.
معاناة المرضى:
ويضطر عبد الرحمن رستم منذ ثلاثة أشهر، إلى البقاء طريح الفراش وعدم التحرك حفاظاً على ضغطه ونسبة السكر في دمه.
وعدم إجهاد قلبه، علّه يستطيع التخفيف ولو قليلاً من الآلام التي يعاني منها”.
أما نيروز علي والدة الطفلة منيسا جعفر ذات السبعة أعوام، والتي تعاني من الإعاقة فتقول: “طفلتي معاقة، وزوجي لديه مرض انفصام الشخصية.
ولا أجد الدواء لكليهما، وإن لم يخضع زوجي للعلاج فسيلحق الضرر بمن في المنزل، لأنه لا يسيطر على أفعاله”.
وحمّلت نيروز قوات النظام مسؤولية ما وصلت إليه حالة كل من ابنتها وزوجها.
بينما تعاني ليلى محمد أوسو، وعمرها (57 عاماً)، من مشكلة ضغط الدم ومرض السكري الذي أفقدها البصر.
وأدى إلى بتر قدمها، وتقول بلهجة خائبة وخائفة: “لا أريد أن أشعر بكل هذا الألم، أريد دوائي لكي أهدأ وأنام قليلاً”.
وتقول ليلى، أن زوجها فقدَ الأمل في العثور على أدويتها من صيدليات الحيين، بسبب حصار قوات النظام.
ودعت لإنهاء هذا الحصار مختتمةً حديثها بالقول: “إلى متى سنبقى على هذه الحال.
على العالم أن يشعر بنا، يجب تأمين الأدوية لنا”.