يجري مؤخرا من تصريحات وأحداث على مستوى الملف السوري كلها من أجل إغناء عين المشاهد بمظاهر فارغه كاذبه تعبر عن الوصول لحل ما، هو جاهز أصلا وتم التفاهم عليه بأدق التفاصيل بين مختلف كتل المصالح المتواجدة على الأرض السورية.
فمنذ بدايه هذه المآساة الانسانيه لو تم معالجة الأمر بحس وطني، هل ستجد كل هذه الكتل المصلحيه الكبيره والصغيره مكان لها؟، قطعا جزء منها نعم والاغلب لا، فكان لابد لهذه المصالح الدوليه أن تخلق فضاء كبيرا من الفوضى في كل شيء يتخبط الجميع فيه سياسيا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا، وجمع كل التناقضات دفعه واحدة في زاويه ومن ثم الولوج بكامل القوة المتعددة الأذرع لاعادة الترتيب.
ليس الترتيب على مستوى وطن أو بلد، إنما على مستوى المنطقه، وهذا لايتم الا وفق عدة مراحل من إدارة الفوضى إلى إدارة النزاع إلى حل النزاع ثم تهيئة الظروف والمناخ اللازم لنضوج الحل الذي باختصار لن يرضي الجميع، ولن يستطيع أن يخالفه أحد
بحكم عدم ادراك الواقع بصوره موضوعيه، ولكن بالتاكيد يرضيهم، وهذا ما أدركه العديد من السوريين منذ البداية، فلم يكونوا جزء من فوضى أو صراع ولكن بالتاكيد سيكونون جزء من الحل السوري القادم إن لم يكن هم الحل أنفسهم.
اليوم حب الوطن هو الدواء الوحيد لكل هذه الجراح في زمن تحول الجرَّاح إلى جلاد، فلابد من هذه المواقف من أستانا إلى جنيف إلى الدستورية وغيرها، ولكن ليست لإيجاد الحل بالتأكيد.. بل فقط مجرد موقف لابد من التوقف فيه ولو لدقائق من أجل إعطاء الانطباع بالتسلسل المنطقي لماهو قادم.
إنما عمليا بدأت المراحل بدون أن يشعرنا هذا القطب وذراعيه القويتين أنه يعمل وينفذ مانحن فيه هو تهيئة الأرض لحل لن يرضي طموحات الجميع ولن يكون مكسبا للجميع وسيخرج الجميع من هذا الصراع مهزومين كما دخلوه مرغمين.
لاذنب ولا دور للسوريين فيما حدث وسيحدث، أهدرنا فرصة البداية أو فرض علينا إهدارها. كل من في دمشق لاينسى الأسبوعين اللذين أعقبا فجر الثورة.. من ينسى ذلك الحدث، ومن ينسى كيف كنا شركاء في ردة الفعل مع ترويكا الأسد.
الفرصة قادمة بالتاكيد، ولكن ثقوا تماما إن ضاعت فلا مناص من سورية بخمس أقاليم.. لاوحدة لهذا البلد إلا بمشروع وطني حقيقي يعمل عليه ويقوده أبناء سورية.
ولا ضمان في ظل الصراع على وطننا إلا بمشروع حمل على عاتقه “سوريا لكل السوريين”..
هناك حسابات فيما بينهم، سيتم إنهاء وإغلاق ملفاتها وهي بدأت فعلا في كل الارجاء، لن نكون طرفا في هذه الحسابات كسوريين، ولن نكون طرفا في صراع قادم، بل نحن فجر لابد من بزوغه قريبا بتوافق كل السوريين.
يظن الكثيرون أن هذا القطب له عاصمة أو أرض أو علم قطعا، وبالتأكيد لا علم له ولاجنود ولادولة بعينها. هي كتلة المصالح التي اتخذت قرارا بإدارة أسلوب الصراع وتهيئة الأرضيه المناسبة لإعادة تغيير شكل الصراع ومفهومه وتغيير التحالفات الاقليميه والدولية ولكن من بوابة واحدة.
هذا قدرها أن تكون سوريا بوابة العبور لذلك القطب لاستمرار مصالحه وأهدافه في طريقها القديم.
هناك صراع خفي يدور في الاعماق لايطفوا على السطح إلا ماتراه العين من مآسي ونكبات وتدمير، ولكن سينتهي قريبا كل ماطفى عن هذا الصراع الى القشرة وسيستمر الصراع للانتقال إلى مكان آخر ليطفو بمكان وشكل آخر.
عانينا كثيرا نحن السوريين من الجميع.. هناك خيارات مؤلمة وأشد إيلاما والأكثر إيلاما.
ولكن لشعبنا ثقة في أبنائهم من النخب الوطنية في الوصول لمشروع وطني والذي سيكون لكل السوريين من أجل إعادة بناء وطننا لنكون سوريين ولنعلم جيدا أن هنالك الكثير مايجب تركه خلف الطريق حتى نكمل معا ولا يضل أحد عن الطريق.
فوطن معرض لكل مايمكن لوطن أن يتعرض لخطر يجب أن يحمل رجاله أعباء مرحلة قادمة لامفر.. فلنكن عونا لوطننا ولكل حر من أبنائه مهما صغر أو كبر، ولنبتعد عن من اتجر بدم وبشعب وأرض وعلم وهوية ومال أعمى البصيرة والبصر.. فهناك أسماء عصية دوما عن التجارة بالدم والمال والبشر، وهذه الاسماء ملك لوطن، وليست لشخص أو مجموعه من البشر، وقريبا ستنهي المرحلة أوهاما وآلاما، أوهام وريث مجرم قاصر حقير، وسيحيى شعب معذب فقير.
وائل الخطيب – نقيب منشق عن النظام السوري