أخبار السوريين: قُتل العشرات من قوات نظام بشار الأسد بينهم ضباط، وعناصر من الميليشيات المساندة لها، جراء استهدافها من قبل قوات تركية، وخلال اشتباكات وقعت في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، عقب وفاة عشرات الجنود الأتراك في قصف استهدفهم هناك.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن قصفاً تركياً من طائرات مسيّرة ومدفعية، قتل 45 عنصراً من قوات النظام في إدلب ومحيطها.
كما نقلت الوكالة ، بأن 10 عناصر من “حزب الله” اللبناني قتلوا بقصف من فصائل تابعة للمعارضة وقوات تركية قرب مدينة سراقب الاستراتيجية في محافظة إدلب، التي تمثل نقطة التقاء لطريقين دوليين مثّلا جوهر اهتمام حملة الأسد العسكرية المدعومة من روسيا على المحافظة السورية.
من بين أبرز العسكريين الذي خسرهم نظام الأسد في الضربات التركية، اللواء الركن برهان رحمون قائد اللواء 124 التابع للحرس الجمهوري، حيث نعته صفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى رحمون، قُتل أيضاً العميد إسماعيل علي قائد الكتيبة 873، والعقيد مازن فرواتي، والمُقدم محمد حمود، وكانت روايتان قد انتشرتا لكيفية مقتل هؤلاء الضباط، حيث ذكرت صفحات مؤيدة للأسد أنهم قتلوا خلال استهداف اجتماع لهم في ريف إدلب، بينما قالت صفحات أخرى إنهم قتلوا أثناء الاشتباكات.
لكن صفحة “القوات المسلحة التركية” (غير رسمية) التي تُغطي مجريات المعارك الجارية حالياً في إدلب حيث يتواجد هناك الجيش التركي، قالت إن “طائرات بدون طيار تركية” استهدفت اجتماعاً لقوات الأسد موقعة عدداً كبيراً من القتلى من بينهم رحمون. فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من نظام الأسد حول مقتل هؤلاء.
من جانبه أفاد مصدر عسكري بالمعارضة السورية المسلحة أن طائرات بدون طيار تركية استهدفت فجر السبت اجتماعا أمنيا لقيادات من قوات النظام وآخرين من حزب الله اللبناني بالقرب من بلدة الزربة جنوب حلب.
وأوضح المصدر للجزيرة أن قصف الطائرات التركية أسفر عن مقتل نحو عشرة من تلك القيادات وإصابة حوالي عشرين آخرين.
وفي سياق متصل، نعت مواقع إخبارية موالية للنظام عددا من الضباط قالت إنهم قتلوا خلال قصف تركي على مواقع لهم في ريف حلب بينهم لواء ركن بالحرس الجمهوري وعميدان وعقيد، كما نعت المواقع عددا آخر من الضباط برتب دنيا وعناصر تابعين لقوات النظام.
أبطال الجيش السوري 🇸🇾 ضباط الحرس الجمهوري 🇸🇾الذين استشهدوا بعدوان تركي يوم أمس اللواء الركن برهان رحمون قائد اللواء…
Posted by شبكة أخبار قمحانة – Q.N.N on Friday, February 28, 2020
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إنه تم تدمير ثماني دبابات وأربع مدرعات وخمسة مدافع وراجمتي صواريخ، إضافة إلى قتل 56 عنصرا من قوات النظام السوري.
#الجيش_التركي ينشر مشاهد جديدة لقصف أهداف عسكرية للنظام السوري
المشاهد تظهر عمليات قصف جوي أدت إلى تدمير منشأة كيميائية عسكرية وقاذفة صواريخ وعدد من المواقع التي يتواجد بها جنود النظام جنوبي محافظة #حلب
https://t.co/tXjb07Oa4i pic.twitter.com/0oQk1TfMp0— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 28, 2020
ويأتي القصف ردا على مقتل عشرات الجنود الأتراك في غارة للنظام في إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا قامت بقصف بري وجوي لمواقع القوات السورية مما أسفر عن مقتل 16 من عناصرها.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل أربعة مسلحين على الأقل من حزب الله، وإصابة عدد آخر في المعارك التي يشهدها ريف إدلب بين قوات النظام والحزب اللبناني وبين قوات المعارضة السورية المدعومة بالقوات التركية.
وأشار المراسل إلى أن مسلحي حزب الله قتلوا في بلدة الطلحية بريف إدلب أثناء المواجهات الميدانية مع مقاتلي المعارضة السورية، وجراء قصف من طائرات تركية مسيرة.
من جهته، قال المندوب التركي لدى مجلس الأمن فريدون سينرلي أوغلو إن النظام السوري وحلفاءه يسعون لجر بلاده إلى “حرب قذرة” مشيرا إلى أن الهجوم على قوات بلاده في إدلب كان متعمدا.
حلفاء تركيا
وقد أكدت الولايات المتحدة دعمها الكامل لرد تركيا على الهجمات “غير المبررة” على مواقعها في سوريا.
وطالبت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن كيلي كرافت بوقف فوري لإطلاق النار في إدلب، واصفة الهجمات بأنها “بربرية”.
وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو دعم بلاده لتركيا مؤكدا -في بيان- أن الولايات المتحدة تدين بشدة بالغة الهجوم الذي اعتبره “حقيرا ووقحا”.
وقال بومبيو “تصرفات نظام الأسد وروسيا والنظام الإيراني وحزب الله تحول دون استتباب وقف إطلاق النار شمال سوريا”.
وقد أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) الغارات الجوية “العشوائية” من جانب الحكومة السورية وروسيا على محافظة إدلب، وأعرب عن التضامن مع تركيا وقدم التعازي في جنودها الذين قتلوا الخميس.
وعقب اجتماع مع سفراء الحلف 29 بمقره في بروكسل، قال الأمين العام ينس ستولتنبرغ “إن أعضاء الناتو يبحثون دوما فيما يمكنهم فعله لتقديم مزيد من الدعم لتركيا” دون الخوض في تفاصيل.