صحيفة واشنطن بوست تكشف سبب لجوء نظام الأسد لاتفاقيات وقف إطلاق النار

0

قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الكثير من الروايات حول سوريا تشير إلى قرب انتهاء الحرب باستثناء معقل تسيطر عليه قسد، وذلك مع غياب استراتيجية واضحة لوقف هجوم النظام في معقل الثوار الأخير في إدلب.

وجرت العادة أن تصاحب وقف الأعمال القتالية انطلاق مفاوضات للسلام، لإنهاء الحرب؛ إلا أن مباحثات السلام في سوريا توقفت ويبدو أن الحرب ستنتهي عبر “الاستسلام البطيء”.

تم التوصل في سوريا إلى حوالي 80 اتفاق لوقف إطلاق النار منذ بدء الثورة في 2011. وافق النظام على أول اتفاق لوقف إطلاق النار بعد ضغط من الجامعة العربية، بعد أن اشتدت الحملة التي شنها ضد المتظاهرين لحكمه، ولكن في النهاية تخلى النظام عن الاتفاق واستمر في حملته.

توصل النظام لوقف لإطلاق النار في كانون الأول 2016 في حلب بعد أشهر من القتال والحصار، حيث أضطر الثوار لإنهاء جميع المعارك في المدينة والانسحاب مع المدنيين.

استراتيجية وقف إطلاق النار

وازدادت حدة وقف إطلاق النار بشكل ملحوظ منذ شباط 2014، حيث بدأت الفصائل بتوقيع هذه الاتفاقات للتخفيف من الكابوس الإنساني الذي تعيشه مناطقهم نتيجة للحصار الذي فرضه النظام، وتسبب في تجويع المدنيين والثوار المقاتلين على حد سواء.

بعد ثلاثة أشهر فقط، خرج الثوار من حمص، وهو أول اتفاق شامل لمدينة كبرى، ومنذ ذلك الحين تتالت عمليات وقف إطلاق النار بشكل متزايد.

كان عدد الاتفاقيات الموقع مع النظام في حزيران 2015، اتفاقيتين فقط ومن ثم صعد الرقم إلى خمسة في حزيران 2016 ومن ثم إلى 13 في حزيران 2017. وتقريباً كل اتفاقيات وقف إطلاق النار كانت لصالح النظام، ماعدا اتفاق واحد لم يكن النظام فيه وتم بموجبه انسحاب الفصائل من مناطق سيطرة المليشيات الكردية.

وتصف وسائل الإعلام العالمية اتفاقيات الاستسلام هذه على أنها وقف محلي لإطلاق النار، يهدف إلى وقف التصعيد؛ إلا أن هنالك خلاف واضح وملموس بين وقف إطلاق النار والاستسلام. في الحالة السورية، كان النظام يعمد على إخلاء المقاتلين والمدنيين ويدمر أسلحتهم شريطة السماح بعد ذلك للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية بالدخول إلى هذه المناطق.

انتصار أجوف

ويبدو أن الوضع إلى الأمام يسير بشكل نموذجي نحو “الاستسلام البطيء”، بسبب الدعم غير المحدود الذي يتلقاه النظام من موسكو والذي سيدفعه لاستمرار بحملته العسكرية والابتعاد عن تحقيق أي اتفاق واسع للسلام.

وبدلاً من التفاوض مع الفصائل على مستوى سياسي شامل سيواصل استراتيجيته بالتفاوض معهم على نحو محلي لعدم منحهم أي شرعية ممكنة بينما يحاول الضغط عليهم عسكرياً.

وقد يرى البعض أن بشار الأسد قد حقق النصر أو أنه على وشك فعل ذلك، ومن الممكن أن تمثل نهاية الحرب في سوريا راحة لبعض الأطراف؛ إلا أن الحرب قد ضربت سوريا بالكامل وشملت أكبر مدنها في حلب، والرقة، وحمص، ودمشق وحولتها إلى غبار وركام.

وأدت الحرب إلى إزهاق حياة أكثر من 370,000 سوري، بينهم أكثر من 110,000 مدني. وخلقت أزمة لاجئين على المستوى الدولي بعد أن هرب أكثر من 5 ملايين سوري إلى الخارج مع نزوح أكثر من 6 ملايين في الداخل.

وربما ينجح النظام بالتقدم بشكل بطيء؛ إلا أن انتصاره هذا أجوف وتاريخه في القمع وانتهاك القانون الدولي يعني أن تراجع الفصائل عسكرياً لن يتحول بشكل تلقائي إلى مكاسب للنظام يحكم من خلالها سيطرته بشكل فعال على سوريا.

ترجمة: أورينت نت

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.