أبرز المؤشرات على دخول نظام الأسد عزلة دولية جديدة

0

أخبار السوريين: يؤكد البيان المشترك “شديد اللهجة” الذي أعلنت عنه مؤخراً ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، سعي كبرى الدول العالمية لتشديد العزلة على بشار الأسد ونظامه، لاسيما أن الأخير بدأ يروّج مؤخراً لما يسميه “الانتصار” وتعويم خطاب التطبيع معه.

وتشير المتغيرات المتعلقة بالملف السوري إلى المضي في عزل بشار الأسد بعد مضي 8 سنوات من انطلاقة الثورة السورية، بدءاً بالقرار الأمريكي بالإبقاء على جزء من قواتها في سوريا وانتهاء بتوقف مسار التطيبع العربي مع هذا النظام ووقوعه في كماشة خلافات حلفائه الإيرانيين والروس.

وكانت كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت في “البيان” على عدم تقديمها أي دعم أو مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا حتى بدء عملية سياسية موثوقة وشاملة وحقيقية بشكل لا رجعة فيه.

ثماني سنوات من الكارثة
وقال “البيان” إن “على روسيا ونظام الأسد، احترام حق اللاجئين السوريين في العودة إلى ديارهم بشكل طوعي، وآمن وأن تكفا عن الادعاء بأن الظروف مناسبة لإعادة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وجاء في البيان، أنه قبل ثماني سنوات خرج السوريون للمطالبة بالحرية والعدالة والإصلاح؛ إلا أن الرد الوحشي للنظام وداعميه أدى إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب بمقتل أكثر من 400 ألف مدني نتيجة تعرضهم للتعذيب والجوع والاعتداءات واختفاء الآلاف في سجون الأفرع الأمنية التابعة له.

لا تطبيع مع الأسد
توقف الحديث مؤخراً عن التطبيع مع نظام بشار الأسد الذي حاول تعويمه، وتعزيز ما يسميه “الانتصار” بهذا الخطاب؛ إلا أن المؤشرات تدل على أن نظام الأسد دخل في مرحلة عزلة جديدة، وفقا لجملة من المتغيرات، بحسب المحلل السياسي “حسن نيفي” والتي تمثلت باستراتيجية أمريكية جديدة، والرامية للبقاء فترة أطول في منطقة شرق الفرات، إضافة للحرب على إيران، حيث تدرك الولايات المتحدة أن الطريق إلى إخراج إيران من سوريا، لا بد أن يبدأ من الضغط ومزيداً من الحصار على نظام الأسد.

ويؤكد نيفي أن واشنطن تعيد النظر من جديد بحصار نظام بشار، مدللاً على كلامه بإيعازها للخارجية المصرية بلاغاً بعدم السماح للبواخر الإيرانية بالعبور باتجاه سوريا، وهذا أولاً، أما ثانياً فيتمثل في البلاغ الذي أوعزته إلى الجامعة العربية بوجوب امتناع مصر عن إثارة ملف إعادة نظام الأسد إلى الجامعة.

وعدا ذلك – وفقاً للمحلل السياسي – فقد أوعزت واشنطن إلى حليفتها على الأرض السورية “قسد” بعدم شراء أو بيع النظام أي حاجة من حاجاته النفطية من شرق الفرات، ومن هذا كله لا يمكن فهم هذه الأمور إلا بأنها رسالة واضحة إلى المحيط العربي والإقليمي بديمومة الحصار على النظام وعدم إعادة تفعيل ملف التطبيع معه من جديد.

انعكاسات صراع الحلفاء
مؤخراً، أحدثت صورة لبشار الأسد تم الكشف عنها لأول مرة جدلاً واسعاً حول توجه الروس من بشار الأسد، والتي أكدت تقارير صحفية- أن الروس يعيدون إلى أذهان الأسد تذكيره بحجمه.

ويؤكد مصدر في المقاومة الإيرانية (مجاهدو خلق) لأورينت نت، أن استدعاء بشار من قبل نظام الملالي نهاية شهر شباط الفائت، ما هو إلا انعكاس لما يعانيه نظام الأسد من إفلاس وضياع، سيما بعد طفو خلافات بين داعميه (الروس والإيرانيين) على السطح.

وأشار المصدر إلى الإهانة التي تعمدت روسيا إظهارها مؤخراً بقوله: “كلكم شاهدتم الصورة التي نشرتها روسيا مؤخراً لبشار إلى جانب عدد من الضباط الأمر، واقفاً خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبرها ناشطون وسياسيون بـمهين ومذل لرأس النظام”.

وقال: “يبدو بأن الهدف من زيارة رئيس النظام لإيران دونما موعد مسبق، يعود قبل كل شيء إلى تناقض كبير بين روسيا ونظام الملالي في سوريا” مفسراً بالقول، إن “المصالح الروسية في سوريا لا تلتقي مع ما يريده خامنئي ونظامه من سوريا، بأن تصبح محافظة إيرانية، كما قال أحد مستشاريه”.

وأضاف “وفيما يتعلق ببشار الأسد فإنه يعرف جيداً أن روسيا تنظر في سوريا من منظار مصالحها، وهذه المصالح لا تتجسد بالضرورة في شخص بشار الأسد، بعكس خامنئي ونظام ولاية الفقيه الذي راهن على بشار الأسد للوصول إلى أهدافه في السيطرة على سوريا.. وفي المقابل بشار الأسد أيضا يعرف جيداً أن خامنئي ونظامه هما اللذان يؤيدانه في الحكم”.

الورطة الإيرانية
ويبدو أن الاستدعاء جاء للضغط على بشار شخصياً، من خلال تذكيره بديونه لإيران، والتي كشفها بصراحة متناهية “رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمة الله فلاحت بيشه، والذي وقال مؤخراً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن نظام الأسد “أصبح مديونا لإيران بعد سنوات طويلة من التعاون بين البلدين. على المسؤولين الإيرانيين تحصيل هذه الديون من الناحية القانونية”.

وكشف “بيشه” أنه طالب من سماهم “المسؤولين السوريين” مباشرة بوفاء الديون المترتبة عليهم، قائلا: “بصفتي نائباً في البرلمان الإيراني، طالبت المسؤولين السوريين عند لقائي بهم بسداد ديونهم. هذه الديون هي للشعب الإيراني، ويجب أن تسدد”.

ويرى المحلل السياسي حسن نيفي في هذه المطالبة “وجه آخر” وهو الضغط على الأسد لانتزاعه من روسيا، سيما أن أن الروس يسيطرون على مفاصل الاقتصاد داخل سوريا، ومن هنا تريد إيران الضغط على الأسد للتوغل أكثر خصوصا في حالة الحصار التي تعانيه، مستدلاً بحديثه، على أن زيارة بشار الأخيرة إلى طهران أفضت إلى إعطاء ميناء اللاذقية لنظام الملالي.

أزمات داخلية
ولعل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها نظام الأسد – وفقاً لتقارير صحفية – تشير إلى أن الأخير لم يعد قادراً على المضي بأكثر مما هو عليه، وإنه آيل إلى ما هو أسوأ، الأمر الذي انعكس في ردات فعل حاضنته المؤيدة على الأزمات المتلاحقة، والتي يحاول النظام أن يعتاش عليهم بعدما امتص دمائهم في المعارك، خصوصاً بعدما وقع أبرز داعميه (إيران) في عزلة اقتصادية عالمية.

وحول هذا الجانب، يؤكد الباحث في العلاقات الاقتصادية والسياسية جلال سلمي لأورينت، أن هذه الازمات ستستمر في مناطق نظام الأسد في المستقبل، بل إنه مهدد بفقدان أكثر من مادة أساسية والتي ستخلق أزمات جديدة مماثلة لما يشهده الآن.

ويرجع الباحث الاقتصادي سبب هذه الأزمات إلى وجود “إرهاصات” سببها التبعية المطلقة لنظام الأسد لروسيا وإيران، وانه بات لا يملك من قراره شيئاً، مستدلا على حديثه بالمطالبة الإيرانية بسداد الدين، إضافة لاستغلال روسيا للنظام بورقة الغاز، لإجباره على تنفيذ الأوامر، مشيراً إلى أن اقتصاد نظام الأسد قد لا يكون في مرحلة الانهيار الكلي؛ إلا أنه دخل في إطار “الاستتباع” مما يعني أنه مرهون برضا داعميه، وبالتالي استحداث أي أزمة مستقبلية ستكون من صنع داعميه بالدرجة الأولى.

ويضاف إلى ذلك إقرار الكونغرس الأمريكي لقانون “سيز” (قيصر) والذي يتيح لرئيس البلاد، إدراج مواطني الدول الأخرى في قائمة العقوبات، إذا رأى أن هؤلاء الأشخاص “يقدمون لسوريا دعماً كبيراً مالياً أو مادياً أو تقنياً يمكن أن يسمح لنظام الأسد بامتلاك أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وصنع صواريخ بالستية أو مجنحة، أو الحصول على أسلحة أخرى بكميات كبيرة”.

المصدر: أورينت نت

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.