أخبار السوريين: حذر الرئيس التركي رجب أردوغان ، هذا الأسبوع من أن تركيا لا تستطيع أن تقف وحدها أمام موجة أخرى من اللاجئين. «بناء أسوار عالية مع أسلاك شائكة ليست الطريقة لمنع الهجرة غير القانونية»، كان ذلك في مؤتمر للدول التي تواجه مشكلة اللاجئين.
وأضاف أردوغان بأن «الاحتفاظ بلاجئين سوريين داخل أراضي تركيا لا يمكن أن يكون الطريقة الوحيدة لحل مشكلة الهجرة». ووجهت أقوال أردوغان بالأساس إلى دول الاتحاد الأوروبي التي وقعت على اتفاق اللاجئين مع تركيا وما زالت ترفض منح مواطنيها إعفاء من تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد ـ طلب يعتبر أحد الشروط الأساسية للاتفاق.
التهديد بالسماح بهجرة لاجئين سوريين إلى أوروبا غير جديد، وهو يطرح في كل مرة في المحادثات التي تجريها تركيا مع دول الاتحاد بشأن تطبيق الاتفاق كرافعة ضغط لتطبيق الإعفاء من تأشيرات الدخول.
ولكن هذه الأقوال موجهة أيضاً لروسيا وإيران، اللتين تواصلان الضغط من أجل عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب، التي يتركز فيها عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة ومنها منظمات إسلامية.
وبحسب اتفاق التفاهمات الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا فقد تم تأجيل العملية العسكرية من أجل تمكين تركيا من إقناع ما سمتها الصحافة الغربية بالمليشيات الراديكالية بمغادرة المحافظة بدون قتال. ولكن حتى الآن لم تنجح تركيا في إحداث أي تغيير في الوضع على الأرض.
وتعتبر محافظة إدلب هي المعقل الهام الأخير الذي يمنع سيطرة جيش نظام الأسد على جميع أراضي الدولة. وبهذا هو يشكل عائقاً أمام استكمال العملية السياسية. وتركيا تخشى عن حق من أن معركة إدلب ستؤدي إلى قتل جماعي آخر وتسبب موجة كبيرة أخرى من اللاجئين الذين سيجتازون الحدود إلى أراضيها.
بموافقة روسية ومعارضة أمريكية وصمت أوروبي
أردوغان يقترح منذ فترة طويلة أن يؤسس في شمال سوريا منطقة آمنة بإشراف ومسؤولية تركيا من أجل استخدامها ملجأ مؤقتاً للاجئين الذين يعيشون في تركيا.
مبدئياً توافق روسيا وأمريكا على إقامة منطقة آمنة كهذه، لكن أمريكا تعارض أن تكون تركيا هي المسيطرة الحصرية على المنطقة خوفاً من أن تعمل قواتها ضد الميليشيات الكردية التي ما زالت تعتبر حليفة للولايات المتحدة.
في النقاشات المتواصلة التي تجري بين واشنطن وأنقرة تبذل جهود لإيجاد صيغة تمكن من إشراف دولي على المحافظات الشمالية في سوريا الموجودة على الحدود مع تركيا، ولكن الأتراك يعارضون ذلك ويطمحون إلى الحصول على يد حرة في القتال ضد من يعتبرونهم مليشيات إرهابية ضد تركيا.
ويبدو أنه بدون اتفاق مقبول لواشنطن وأنقرة، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في الالتزام بالجدول الزمني الذي حدده ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وبحسب أقوال أردوغان، تركيا استثمرت حتى الآن 37 مليار دولار من مواردها في استيعاب أكثر من 3 ملايين لاجئ. ولكن الجانب الاقتصادي لمشكلة اللاجئين ثانوي حسبها مقابل الحاجة إلى إقامة منطقة آمنة ضد المليشيات الكردية.
وعن وسائل العمل المحتملة لتربيع الدائرة التي تستطيع فيها تركيا تأمين حدودها الجنوبية وأن تؤدي إلى حل في محافظة إدلب ومنع عملية عسكرية كبيرة، بحثت تركيا وروسيا وإيران في مؤتمر القمة الذي عقد في سوشي في روسيا في 14 شباط، في نفس اليوم الذي عقد فيه في وارسو مؤتمر بادرت إليه الولايات المتحدة لتنسيق العمل ضد إيران.
وبحسب التقارير من سوتشي يبدو أن الدول الثلاث تخطط لعملية مشتركة من أجل تطهير إدلب من التنظيمات الإسلامية. ولكن لم يتم الإبلاغ عن الطرق التي ستتبع من أجل تحقيق هذا الهدف.
وإذا تم تحديد موعد زمني لبداية العملية العسكرية، فإن تنسيق المواقف العسكرية مع إيران وروسيا يعمق الشرخ بين تركيا، العضو في الناتو، والولايات المتحدة التي تنشغل بحلول تكتيكية تمكنها من انسحاب هادئ من سوريا بدون خطة استراتيجية أو سياسية وبدون أن تحدد مصالحها المستقبلية.
صحافة عبرية عن القدس العربي