النظام السوري ومسلسل الاغتيالات

0

يسدل الستار على مشهد جديد من مشاهد كثيرة متعددة لمسلسل الاغتيالات السياسية التي يرتكبها نظام الاسد منذ مايقارب الاربعين عاما وحتى يومنا هذا بعد ان اتقن واحترف هذه السياسة لملاحقة معارضيه في كل مكان ليطال الخطف والاغتيال عن بعد كل من لاتطاله يده داخل الاراضي السورية ليتم اعتقاله وتصفيته على الفور حتى لو كان معارضا بالرأي فقط دون الحاجة لوجوده داخل تنظيم او حزب سياسي ، واصبح ينافس ابرع المافيات العالمية في اتقانه فن الخطف والاغتيالات وتجنيد اذرع له وعملاء في الخارج وارسال مئات لآلاف من الموالين والمؤيدين له والمجرمين لمساعدته في سياسة القمع والتصفية والاغتيال حتى امتدت ليس فقط في الداخل السوري ودول الجوار وخاصة الجارة تركيا التي احتضنت القسم الاكبر من معارضي النظام السوري وألمانيا التي استقبلت جميع شرائح المجتمع السوري المتنازع في الأحداث الأخيرة في سورية مما جعلها الدولة الأكثر رعبا للمعارضة السورية للتواجد في مكان واحد مع قوات النظام ومؤيديه الذين كانوا السبب الرئيسي بقتل الشعب السوري وملاحقته وتهجيره .
فقد عثرت السلطات الالمانية في الخامس عشر من الشهر الحالي يناير ٢٠١٩ على جثة المعارض الكبير الدكتور الصيدلي محمد جونة المقيم في مدينة برلين الالمانية والحاصل على الجنسية الالمانية قبل ان يفارق الحياة بساعات قليلة مصابا بعدة ضربات في جسمه باستخدام الفأس وقطع لاحدى يديه وذلك في وضح النهار وامام باب منزله بعد ان دارت شكوك كبيرة بملاحقة بعض الموالين للنظام السوري له ومراقبة جميع تحركاته في الفترة الأخيرة وخاصة انه يشغل منصب الامين العام للاتحاد السوري الحر في المهجر وله من الاعمال الاغاثية ومخيمات اللاجئين و للداخل السوري مايشرف ويذكر ومايزعج النظام المجرم بشتى الوسائل ليقطع عن اللاجئين والنازحين كل سبل الصمود والبقاء بقوة ضد سيطرة وهيمنة النظام وإجبارهم على العودة والاستسلام وجاءت هذه العملية بعد اعلان التلفزيون الالماني الرسمي ومجلة فوكس الالمانية على وسائل التواصل الاجتماعي عن احباط الحكومة الالمانية لمحاولة انقلاب عسكرية يخطط لها عدد من عناصر القوات الالمانية وعددهم اكثر من ٢٠٠ ضابط عسكري ينتمون للنازيين الجدد اطلقوا على عمليتهم اسم (Doyx) او اليوم العاشر وتهدف لتنفيذ عمليات قتل تستهدف اللاجئين السوريين اضافة لقوائم احتوت عددا من السياسيين الالمان بينهم زعيمة حزب الخضر والرئيس الالماني السابق يواكيم جوك وكانت هذه المجموعة تعد العدة لذلك وزرعت خلايا كثيرة لها في ألمانيا وزودتها بالسلاح والعتاد منتظرة إعلان ساعة الصفر .

لم يتوقف المشهد عند حادثة اغتيال ومقتل الدكتور السوري المعارض محمد جونة ولكنه طال شخصيات سورية معارضة كثيرة في المانيا بارسال تهديدات مباشرة وجدية بالتصفية والاغتيال في حال تم استمرارهم في معارضة النظام السوري والتظاهر ضده في اي مكان او القيام باي نشاطات معادية لسياسة وفكر النظام ومنهم المعارض والناشط السوري(( وسيم الزكور)) الذي ابلغته السلطات الالمانية بتلقيهم تهديدات بالقتل مرسلة اليه من قبل بعض الافراد التابعين لاحزاب كردية انفصالية وموالي النظام السوري وتم اغلاق صفحته على الفيسبوك الرسمية لإيقافه عن التواصل مع أحد معتبرة ذلك أقصى ماتستطيع تأمينه له من حماية .
كما تم ارسال تهديدات مباشرة بالقتل للمعارضة السورية المعروفة ميسون بيرقدار والمقيمة بالمانيا منذ سنوات عديدة ومعروفة بنشاطها الثوري السلمي ومعارضتها لسياسة النظام في الحكم وخروجها في كثير من المظاهرات السلمية في المانيا متحدية شبيحة النظام الذين ماانفكوا عن ملاحقتها ومنعها من الخروج بالمظاهرات تحت طائلة التهديد بالقتل رغم التشديد الامني الالماني على سلامة اللاجئين وحرية تظاهرهم وممارستهم النشاط الثوري السلمي وفي احدى المظاهرات قامت مجموعة من الشبيحة في برلين في شهر اذار الماضي بالتعرض لمجموعة من الناشطات بالتحرش اثناء تظاهرهم في احياء ذكرى انطلاقة الثورة السورية وقاموا بمصادرة الاعلام الثورية منهم واللافتات والتعرض لبعض الناشطات بالتهجم والتهكم عليهم بينما الشرطة الالمانية تراقب الوضع وتشاهد عن قرب دون محاولة التدخل المباشر او غير المباشر ، كما تم ارسال تهديدات اخرى للناشط الثوري الاعلامي زياد الحلبي المعروف بعمله كرئيس تنسيقية هامبورغ في المانيا بعدم الاستمرار بمطالبة السوريين بالتظاهر والمطالبة بإسقاط النظام السوري تحت طائلة التصفية والاغتيال وكذلك الناشطة ايمان الجاسم المقيمة شمال المانيا وتتوالى سلسلة التهديدات والتخطيط للتصفية بالخطف او الاغتيال لشخصيات سورية معارضة واخذ الوضع محمل الجد والحذر والخوف والهلع الشديد حيزا كبيرا في صفوف المعارضة السورية في المانيا التي تستضيف اكبر تجمع سياسي ومدني ومسلحين سابقين في كل الاطراف المتنازعة في سورية لتشمل أيضا عناصر من ميليشيات حزب الله ووالميليشيات الإيرانية التي شاركت في الحرب على الشعب السوري و مابين أ كراد انفصاليين ومعارضين ومؤيدين تم ارسالهم من قبل النظام ليكونوا عونا له وذراعا رئيسيا في اسكات صوت الحق والمطالبة بالحرية والكرامة للشعب السوريين و لهم ملفات موثقة في اعمال الاجرام والقتل اثناء الثورة السورية وتم مطالبة الحكومة الألمانية بسحب طلبات لجوئهم وترحيلهم من ألمانيا وإحالة ملفاتهم إلى محكمة الجنايات الدولية …
وشهدت المانيا منذ سنوات قليلة عملية اغتيال لزوجة المواطن السوري المعارض المعروف عصام العطار وتكون بذلك المانيا خشبة مسرح جديدة وهامة وواسعة في مسلسل عمليات الاغتيال والتصفية السورية ، بعد ان حطمت تركيا هذا الرقم بكونها مسرحاً واسعا أتاح المجال للنظام السوري وأعوانه بتنفيذ سلسلة كبيرة وواسعة من عمليات الخطف والقتل والاغتيال والملاحقة والتحرش والضرب داخل اراضيها لمعارضين واعلاميين وناشطين سوريين وفقدان تركيا السيطرة على الحد من تحركات هذه العصابات داخل أراضيها وعلى حدودها و الحد من هذه العمليات نتيجة تنوع وتعدد اللاجئين السوريين على اراضيها ومن ضمنهم مؤيدي النظام السوري وبسبب الفوضى الكبيرة الحاصلة في المنطقة بين البدين ….
فقد شهدت ا اول عملية اختطاف لشخصية سورية معارضة في العام ٢٠١١ وتم فيها اختطاف وتسليم أول ضابط منشق عن النظام السوري المقدم حسين الهرموش وتم تسليمه للنظام السوري من قبل الاكراد الانفصاليين والموالين للنظام … ومحاولة اغتيال العقيد رياض الاسعد عام ٢٠١٥ وأسفرت العملية عن اصابته بقطع رجليه الاثنتين ومقتل نجله جراء عمليه تفخيخ وتفجير تم تدبيرها وتنفيذها لهم داخل الاراضي التركية ..وقامت عصابات النظام السوري بقتل المعارضة السياسية السورية المعروفة الدكتورة عروبة بركات وابنتها داخل منزلهما في مدينة اسطنبول الاسيوية ذبحا بالسكين في عملية تعتبر هي الأكثر دموية حتى الآن بحق إمرأتين سوريتين معارضتين في عام ٢٠١٧ بطريقة إحترافية اجرامية لتكونا عبرة لغيرهما من المعارضين والناشطين السوريين ، كما تم اغتيال الإعلامي الصحفي الناشط ناجي الجرف في مدينة غازي عينتاب التركية على يد عصابات الأسد بطلق ناري مباشر وفي وضح النهار في العام ٢٠١٦ .. واغتيال عضو هيئة اركان الجيش السوري الحر عمار الكوت جراء طلق ناري في مدينة مرسين التركية عام ٢٠١٦واغتيال ابنة المعارض السوري احمد ابو صالح البالغة من العمر (٢٠) عاما في مدينة غازي عنتاب طعنا بالسكاكين عام ٢٠١٨..

ومحاولة اختطاف الضابط العقيد المنشق يحيى بيطار في مدينة كلس التركية عام ٢٠١٤ ومحاولة اغتيال المعارضة والناشطة الفلسطينية السورية نجوى علي في مدينة غازي عنتاب بطلق ناري غير محقق اصابها واعادة المحاولة مرة اخرى في العام ٢٠١٧ في مدينة اسطنبول التركية عندما تعرض لها مجموعة من الموالين للنظام السوري والمافيا التركية بالاعتداء عليها مكان عملها وقاموا بتحطيم وتكسير المكان ومحاولة خطف طفلها الصغير وقد تمكنت من الهرب منهم وابلاغ السلطات التركية التي وثقت الحادثة بعد ان تنقلت بين المدن التركية بضع سنوات بحثا عن الامان لتجنب الايادي الاسدية الغادرة ولانها على قائمة الاغتيالات والتصفية التي دأب النظام على تنفيذها من قبل الاذرع والعملاء والمرتزقة وغادرت تركيا بعد ان فشلت السلطات التركية بتامين الحماية لها ، وتعرّض للتهديد المعارض السوري خالد مطلق في تركيا و بعد تقدمه بشكوى كان من المفترض أن يكون توفير حماية له الا انه تم الاعتذار عن ذلك كما تم تصفية العديد من الناشطين الثوريين في مدينة اورفا التركية وأنطاكية ذبحا بالسكاكين، وتستمر سلسلة مسلسل عمليات التصفية والاغتيالات في ظل استمرارية اعطاء الشرعية والضوء الاخضر لرئيس النظام السوري بشار الاسد بملاحقة وتصفية كل رؤوس المعارضة السورية في كل مكان ، فهل سنشهد في الايام المقبلة تصاعدا لهذه المشاهد الدموية والعالم كله يشاهد ويصمت بينما شلال الدم السوري مايزال يتدفق ويقاوم معلنا استمراره في ثورته المشروعة ومطالبه الانسانية بالعدل والحرية والكرامة اسوة بباقي شعوب العالم .

وائل يزن

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.