أخبار السوريين: عشرات المعتقلات في سورية ولكن أكثرها كرها للمعتقلين معتقل “دير شميل” في الريف الحموي الغربي، ويسميه أبناء مدينة حماة وريفها بغوانتنامو سوريا لشدة الفظائع التي تحدث داخله وقلة الناجين منه.
التقت مجلة الحدث مع أحد المعتقلين في ريف حماة خرج من دير شميل ويدعى محمد السالم 25 ربيعاً وقال ” إنهم لا يرحمون لا كبيرا ولا صغيرا، إن السجانين هناك يستلذون بالتفنن في التعذيب مستخدمين طرقا ابتكروها لترويعنا وتعذيبنا وانتزاع الاعترافات التي لم نقم بها”.
وبدأ السالم بسرد قصته منذ لحظة القبض عليه قائلاً “وصلت صباح السبت لديرشميل عبر شبيحة أحد الحواجز الذين ألقوا القبض على وأنا عائد من بيروت والسبب لسلب المال الذي شقيت في جمعه لإعالة أهلي وليس لأني أنتمي للجيش الحر كما يدعون”.
وأكمل السالم للحدث هول ماذاقه ضمن المعتقل قائلاً ” منذ لحظة وصولي إلى معتقل دير شميل تم استقبالي بحفاوة من قبل الشبيحة هناك صارخين “مسلح” وشتموني بعبارة بذيئة جدا وتم ضربي على كل أنحاء جسدي بدون توجيه أي تهمة لحظتها”.
وتوقف محمد عن سرد قصته والدمعة وقفت حائرة في عينيه وشريط الأحداث يدور في مخيلته وفجأة قال “قتلوه لأنه خرج يشرب ماء بدون إذن قتلوه لأنه حاول بل فمه الناشف من كثر التعذيب ما ذنب أطفاله تركهم وراءه وحيدين قتلوا أحمد الذي عمره 30 عاما وترك أطفاله خلفه قتلوه بكل دم بارد وهم يضحكون”.
وطرحت الحدث سؤالاً لمحمد حول الطعام داخل الفرع فرد قائلا “الطعام!!! بقيت هناك 21 يوما نزل وزني 8 كيلو غرام إنهم يعطوك وجبة واحدة وجبة الغداء نصف رغيف وعليه مربى هذا كل ما يعطوك إنهم يقدمون لنا هذا لكي لا نموت ومعظم الموقوفين هناك يعانون من سوء تغذية في غياب الوجبات الغذائية المنتظمة”.
وعن طريقة التعذيب قال السالم “لا يأبهون بالقوانين فيقومون بعدة أنواع من التعذيب إنهم يشبحون المعتقلين ويستخدمون طريقة الدولاب وبساط الريح والكهرباء والماء البارد لإغراق المعتقل لنزع الاعتراف منه”.
وأكمل محمد عن طريقة التعذيب شارحا ماحل به “ربطوا يدي وعلقوني بالبلنغوا في وسط الغرفة وضربوني معصب العينين حتى دخل السلك في يدي وهذه العلامات (أرانا يديه) وأصبح الدم يجري وبدأت بالصراخ عاليا سوف اعترف سوف اعترف إن الروح غالية لذلك فضلت الاعتقال على الموت”.
وهذا المعتقل محاط بالقرى العلوية وقال السالم أن العقيد المتقاعد فضل ميكائيل من أبناء الربيعة العلوية في ريف حماه هو من يدير المعتقل، وأشار تقرير لقناة العربية أن مايقارب 10 آلاف منظمون في هذا المركز مزودين بعشرات السيارات المسلحة برشاشات ثقيلة ويضم مواقع للتعذيب وأخرى للاحتجاز والاعتقال ضمن المركز يكون للنساء والأطفال والرجال.
وذكر تقرير لمركز أمية للدراسات أن المركز تمكن الحصول على أكثر من 60 صورة موثقة بالاسم لشبيحة المنظمين في مركز دير شميل بمساعدة من أبناء المنطقة والمهتمين بهذا الأمر، وأكد التقرير أن الصور الملتقطة معظمها داخل المعتقل ومن ضمن هذه الصور بحث التقرير لمركز أمية صورة ملتقطة بهاتف المدعو كارل حواط أحد الشبيحة المنظمين في المعتقل وتظهر الصورة جثة محروقة تماما تم التقاطها داخل المركز.
ويقع هذا السجن في قرية دير شميل التابعة لمنطقة مصياف في ريف حماة الغربي، ويبعد عن مركز مدينة حماة حوالي ٧٠ كيلو متر، تم انشاؤه قبل الثورة كمعسكر تابع للمخابرات الجوية وبإشراف ضباط من مطار حماه العسكري ثم تحول بعد بداية الثورة إلى سجن سري يوضع فيه المعتقلون المعارضون.
مجلة الحدث