6 محاور سياسية لخروج المعارضة السورية من مأزقها

0

أخبار السوريين: دعا منذر آقبيق، المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، المعارضة السورية إلى إحداث تغيير كامل في سياساتها واستراتيجيتها الراهنة لتتوافق مع المتغيرات الدولية والكف عن ممارسة الشعبوية والمزايدات والمحاصصة والتردد في المواقف من المنظمات الإرهابية، والعمل على تلافي الخلل التنظيمي في مؤسساتها، وعدم السماح لبعض الدول بالتأثير على قراراتها.

ولفت آقبيق إلى أنه توجد الآن ضرورة ملحة لتصحيح الأخطاء التي تسببت في حالة انعدام وزن للمعارضة، وقد تكون هذه الفرصة الأخيرة لبناء قوة تأثير ذاتية للمعارضة السورية، بحيث يكون دعم الحلفاء موجها لزيادة تلك القوة، وليس لبنائها من الصفر.

وأكد المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري على ستة محاور سياسية محددة ينبغي على المعارضة السورية أن تتبعها لتتمكن من أداء دورها المنوط بها خلال هذه المرحلة من مراحل الصراع في سوريا.

وأول هذه المحاور هو الاتفاق على وفد تفاوضي واحد متماسك تابع لهيئة تملك هرمية مؤسساتية يحترمها الجميع، يعمل بموجب ميثاق شرف وخطة للتفاوض تقوم على أساس استراتيجية غير معلنة تضعها أطياف المعارضة وتحدد سلفا مخرجاتها النهائية الممكن القبول بها.

أما المحور الثاني فهو “الحفاظ على المكتسبات” التي حققتها الثورة السورية حتى الآن، ومن ذلك المناطق المحررة “الخاضعة لسيطرة المعارضة”، حيث اعتبر آقبيق أن الوضع الميداني الحالي يعتبر مصدر قوة للمفاوضين المعارضين، وجود الإدارات المدنية والخدمية في هذه المناطق يعزز موقف المعارضة خلال المفاوضات وعلى المعارضة العمل على تأمين كل الدعم لهذه المناطق، كما أن القرارات الدولية ذات الصلة، كبياني جنيف وفيينا وقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤، تحقق أغلب أهداف الثورة، وعلى المعارضة أن تستخدمها كمصدر قوة لها في المفاوضات.

ويقوم المحور الثالث على إزالة سلبيات التدخلات الخارجية التي نجمت عن اختلاف وتصادم سياسات الدول التي تساعد المعارضة السورية، حيث دعا آقبيق إلى وجوب إخراج تأثيرات المحاور الإقليمية من المعادلة السورية بالكامل لما تتسبب فيه من خلل في تماسك الوفد المفاوض وتشتيت استراتيجياته. داعيا في الوقت نفسه إلى تبنى علاقات ممتازة مع جميع الدول التي تساعد المعارضة بمختلف توجهاتها، وأن يكون لدى جميع أعضاء الوفد المفاوض القدرة على وضع خطوط حمراء للتدخل عندما يكون متعارضا مع مصالح سوريا وطنا وشعبا.

المحور الرابع يتعلق بمصير بشار الأسد، وفيه نوه آقبيق بأن المعارضة السورية في الوقت الراهن هي معارضة ثورية، بنيت مؤسساتها على شرعية الثورة الشعبية في سوريا التي اندلعت في آذار/مارس عام ٢٠١١، وجميع أطياف هذه المعارضة تريد أن يغادر الأسد السلطة ضمن إطار تغيير سياسي شامل ينهي حقبة الاستبداد والفساد البعثية والأسدية، ويجب أن يكون هناك اتفاق واستراتيجية حول كيفية تحويل المبادئ المنصوص عليها في القرارات الدولية حول الانتقال السياسي إلى التغيير المنشود، والعمل على استخدام أوراق القوة والضغط من أجل تحقيق ذلك وضمن أي آليات، مع وجود احتمال للحاجة إلى إبداء المرونة في الترتيبات المرحلية عندما لا تتعارض مع الهدف النهائي.

أما المحور الخامس فيتمحور حول إخراج الإرهابيين من المعادلة، حث أكد آقبيق أن جبهة النصرة هي ثقب أسود ابتلع مكتسبات الثورة، وأن على المعارضة السورية أن تبني استراتيجياتها على أساس التخلص من المنظمات الإرهابية مثل داعش والنصرة من سوريا المستقبل بالكامل وأنه يجب وضع خطط واستراتيجيات لهذا الهدف، معتبرا ذلك لا يقل أهمية عن هدف الانتقال الديمقراطي، ولافتا إلى توافق ذلك مع سياسات المجتمع الدولي، وخصوصا الدول المؤثرة كروسيا أو الغرب وكذلك الدول العربية. كما أكد آقبيق على أن ذلك ينطبق تماما على النضال من أجل إخراج المليشيات الطائفية التابعة لإيران من سوريا، كونها هي وداعش والنصرة سواء.

والمحور السادس والأخير هو توسيع تمثيل وفد المعارضة بأكبر قدر ممكن من تيارات وأطياف المعارضة، بما فيها الديمقراطيين والأحزاب الكردية والتركمانية والسريانية والسيدات والعلويين وغيرهم ممن كان لهم تمثيل منقوص خلال المرحلة الماضية، ولفت آقبيق إلى مؤتمر موسع للمعارضة السورية قد يعقد في المملكة العربية السعودية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم، واعتبر آقبيق المؤتمر فرصة سانحة للمعارضة كي تؤسس هيئة جديدة تحل محل كافة التشكيلات السياسية السابقة، ويناط بها إدارة العمليات التفاوضية وتمثيل المعارضة، وقال آقبيق إنه يجب عدم قبول ضغوط من أي جهة لاستبعاد أي طرف سوري معارض لنظام الأسد ويمارس النضال من أجل التغيير الديمقراطي وضد الإرهاب.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.