أخبار السوريين: قالت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الأجهزة المختصة في المؤسسة العسكرية أكملت التحقيق في ملابسات وفاة 4 سوريين خلال توقيفهم، وتم تحديد ظروف وأسباب الوفيات.
وتبين للأطباء الشرعيين اللبنانيين أن السوريين الأربعة كانوا يعانون من أمراض مزمنة استفحلت عند توقيفهم من قبل الجيش وتسبب ذلك بمضاعفات صحية خطيرة ومن ثم بوفاتهم.
ويؤكد التحقيق الذي جرى في الموضوع أن السوريين المذكورين لم يتعرضوا لأي تغذيب.
وشددت مصادر عسكرية لبنانية على أن الجيش والأمن سيستمران في ملاحقة عناصر الجماعات الإرهابية في كل مكان بما في ذلك في مخيمات اللاجئين السوريين.
وكان الجيش اللبناني قد نفذ قبل عدة أيام عمليات مداهمة في مخيمات اللاجئين السوريين في أعقاب تفجيرات في عرسال تسببت بمقتل طفلة وإصابة 7 جنود بجروح. وخلال ذلك تم توقيف سوريين توفي لاحقا 4 منهم في المستشفى.
وأثارت عمليات التوقيف وخصوصا بعد نشر صور تظهر عشرات النازحين ممددين على أرض مغطاة بالحصى وهم عراة الصدور وموثوقي الأيدي إلى الخلف، انتقادات طالت الجيش اللبناني واتهمته بسوء معاملة النازحين.
وكان في وقت سابق الجيش اللبناني ومرتزقة من ميليشيا حزب الله، داهموا صباح اليوم الجمعة مخيمي “النور وقارية” للاجئين السوريين في منطقة عرسال الحدودية، وبدأوا بتنفيذ حملة الاعتقالات ودهس وتخريب الخيم المتهالكة أصلاً بالعربات العسكرية.
قتلى واعتقالات
وأكدت شبكة “الدرر الشامية” أن الحملة أسفرت عن مقتل نحو 20 لاجئاً سورياً، ودهس طفلة، إلى جانب اعتقال أكثر من 300 آخرين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
حسين مرتضى يتفاخر بصور التنكيل باللاجئين
الإعلامي التابع لحزب الله “حسين مرتضى” مراسل قناة العالم الإيرانية نشر صوراً تظهر اعتقال العشرات من اللاجئين السوريين، بعضهم تعرض لعمليات تعذيب وإذلال ممنهجة.
الجيش اللبناني ورواية “الانتحاريين الخمسة”
وفي الرواية الرسمية للحكومة اللبنانية، فقد نشرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بياناً لقيادة قيادة الجيش اللبناني، برر من خلاله عملية التنكيل باللاجئين السوريين، مروجاً بأن الحملة كانت لضبط عناصر مسلحة ومطلوبة في صفوف اللاجئين.
وروج بيان جيش لبنان بإصابة 9 من عناصره بعد تعرضهم لخمسة هجمات “انتحارية” أثناء تمشيط مخيمات اللاجئين في عرسال.
حزب الله يهنئ الجيش اللبناني
من جهتها، تقدمت ميليشيا “حزب الله” بالتهنئة إلى الجيش اللبناني، قيادة وضباطاً وجنوداً، على العملية التي وصفتها بـ”الناجحة” التي نفذها صباح اليوم في منطقة جرود عرسال، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على عدد كبير ممن وصفهم بـ”الإرهابيين المتسترين باللاجئين السوريين”.
وتستضيف بلدة “عرسال” نحو 120 ألف لاجئ سوري موزعين على منازل في البلدة إلى جانب عدد كبير من المخيمات، حيث تعد من أبرز المناطق اللبنانية المناهضة لسياسات ميليشيا “حزب الله”.
ويبلغ عدد السوريين في لبنان نحو مليون و300 ألف، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة، في حين تشن قوات الأمن والجيش اللبناني حملات اعتقال يومية في صفوف اللاجئين بتهم “دخول البلاد بطريقة غير شرعية” أو تهم تتعلق بـ”الإرهاب”، كما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق، أن حوالي 70% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر.
واتخذت السلطات اللبنانية خلال السنوات الماضية إجراءات للحد من اللجوء السوري، حيث شددت على عدم استضافة أي لاجئ سوري، كما أسقطت صفة اللاجئ عن كل من يخرج من لبنان إلى سوريا، فيما أبدى مسؤولون لبنانيون في عدة مناسبات سعي بلادهم لإقامة مخيمات للاجئين في سوريا أو في المناطق العازلة لتخفيف ضغط توافد النازحين للبنان.