أخبار السوريين: قال أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، لوكالة “رويترز” إن قوة عربية مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريباً مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعداداً للمشاركة في حملة عسكرية لطرد تنظيم داعش من معقله في مدينة الرقة.
ويقود الجربا قوات النخبة السورية التي وصفها الجيش الأمريكي بأنها مكون هام في التحالف ضد تنظيم داعش. ورحبت واشنطن بمشاركة قوات النخبة، في معركة الرقة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد نظراً لحرصها على توسيع القاعدة السياسية لقوات المعارضة في المنطقة.
وقال الجربا الذي أسس ويترأس تيار الغد السوري، في مقابلة مع وكالة رويترز بالقاهرة هذا الأسبوع إنه “الآن يبدأ التحضير لمعركة الرقة.”
وأضاف “هناك برنامج مع قوات التحالف الدولي للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي هو داعش.”
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد حملة لطرد تنظيم داعش المتشدد من محافظة الرقة الواقعة في شمال شرق سوريا في نوفمبر تشرين الثاني. واستهدفت المرحلتان الأولى والثانية من العملية انتزاع السيطرة على مناطق شمالي وغربي الرقة فيما تهدف المرحلة الثالثة إلى السيطرة على باقي المناطق.
وأحد القرارات المهمة التي ينتظر أن يتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب هو هل سيدعم المقاتلين الأكراد بالسلاح خلال حملتهم على الرقة؟. وجعل ترامب القضاء على تنظيم داعش هدفا رئيسياً، وأمر هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بوضع خطة خلال 30 يوما للقضاء على التنظيم المتشدد.
قوة عربية
وتدرس الولايات المتحدة الأمريكية، الاعتماد على حلفائها الأكراد في سوريا، لكنها قالت إن الحملة لاستعادة الرقة يجب أن يغلب عليها المكون العربي لأن أغلب سكان المنطقة من العرب.
وتعمل قوة عربية بالفعل تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، وهي التحالف العربي السوري، لكن إشراك حلفاء عرب يمثل أولوية لتهدئة المخاوف العرقية على الصعيد المحلي وفي تركيا المجاورة.
وقال الجربا، إنه أبرم اتفاقا مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الأول لإشراك قوات النخبة السورية في معركة الرقة.
وقال إنه “صار بالشهرين الأخيرين لقاءات مع كبار المسؤولين بالجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي ضد الإرهاب… الاتفاق تم إعلانه رسميا من قبل البنتاغون ومن قبل هيئة التحالف.”
ووصف الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم عملية (العزم الصلب) -التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق- قوات النخبة السورية، بأنها “إحدى القوى البارزة”. وقال عن الجربا إنه “شخصية مؤثرة في المنطقة ولديه القدرة على تعبئة القوات المحلية لدعم الهجوم.”
وقال الجربا إن تيار الغد السوري الذي أسسه في القاهرة العام الماضي أبرم اتفاقا مع قوات سوريا الديمقراطية منذ شهور للتعاون في محاربة المتشددين.
وشدد الجربا – الذي ترأس في السابق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية – على أن قواته ستعمل إلى جانب الأكراد وليس تحت لوائهم.
من جانبها أكدت قوات سوريا الديمقراطية في ديسمبر/كانون الأول، مشاركة قوات النخبة السورية لها بدءاً من المرحلة الثانية للهجوم على الرقة.
ثأر مع تنظيم إرهابي
وذكر الجربا أن قوات النخبة السورية، تتألف من أبناء محافظات الحسكة ودير الزور والرقة في شمال شرق سوريا والذين ساهموا في طرد قوات الأسد من هذه المناطق في عامي 2011 و2012 بعد اندلاع الانتفاضة على بشار الأسد.
وبعد ذلك ركزت هذه القوات على محاربة التنظيمات المتشددة إلى أن اكتسح تنظيم داعش المنطقة عام 2014 معتمداً على العتاد العسكري الكبير الذي استولى عليه في معاركه ضد الجيش العراقي.
وتتواجد قوات النخبة حالياً في مناطق محاذية للمحافظات الثلاث بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
وقال الجربا “بيننا وبين هذا التنظيم الإرهابي ثأر ونحن نرفض هذه المجاميع الإرهابية من بدايات الثورة.”
ويتوقع الجربا انضمام عناصر جديدة لقوات النخبة السورية في الفترة المقبلة.
ورغم الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه روسيا للأسد يرى الجربا، أنه لا يمكن الوصول لحل للصراع السوري المستمر منذ ست سنوات بدون مشاركتها. وهناك اتصالات ولقاءات بين الجربا والروس ويصف علاقة تيار الغد السوري بموسكو بأنها متوازنة.
وقال “نحن نظرتنا لروسيا أنها دولة عظمى ودولة صاحبة قرار وقرار كبير ورقم صعب في المعادلة السورية. لا توجد إمكانية لأي حل سوري إذا ما كان الروس مشاركين فيه وليس فقط راضين عنه.”
ويعتقد الجربا أن روسيا أصبحت أكثر جدية في الوصول لحل سياسي بعد حسم الأسد وحلفائه لمعركة حلب عسكريا.
وقال “بعد حلب لم يعد الروس يريدون أن ينغمسوا في المقتلة السورية… في الحرب السورية. يريدون العمل على حل سياسي. يصبح التوجه نحو الحرب على الإرهاب.”
فرصة يجب استغلالها
ورحب الجربا بتوجه ترامب لرأب الخلافات مع روسيا وتعهده بالتعاون معها في محاربة تنظيم داعش. وقال إنه قد يزور روسيا قريباً وربما يزور الولايات المتحدة الأمريكية بين الربيع والصيف.
وأضاف “ما نأمله أنه يكون هناك اتفاق أمريكي روسي لأن الخلاف الأمريكي الروسي هو مضر لنا كسوريين.”
ويشارك تيار الغد السوري في محادثات جنيف المقبلة المقررة في أواخر الشهر الجاري من خلال “منصة القاهرة” المنبثقة عن اجتماعات لقوى المعارضة السورية بالقاهرة.
وقال الجربا إن محادثات جنيف لن تنجح بدون ضغط روسي على الأسد وبدون تعامل جدي من المعارضة.
وأضاف “الروس لازم يكون في ضغط كبير على النظام والمعارضة تكون جادة بالجلوس مع النظام للتفاوض على جوهر بيان جنيف.”
وكان يشير إلى البيان الصادر عن مجموعة العمل من أجل سوريا بعد اجتماعها في جنيف عام 2012 والذي يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بمشاركة أعضاء من حكومة الأسد ومن المعارضة.
وقال الجربا إن “النظام ليس له مصلحة بالتفاوض. نحن لنا مصلحة بالتفاوض … النظام متعنت… ويريد أن يعمل في سوريا مثلما عمل في حلب.”
ويعتبر الجربا أن وصول ترامب للبيت الأبيض واهتمام روسيا بالوصول لحل سياسي للصراع في سوريا يمثل “فرصة” يتعين على فصائل المعارضة السورية استغلالها.
وقال الجربا “بوجود إدارة أمريكية جديدة مختلفة عن الإدارة الأمريكية السابقة جذريا… واليوم الروس في تغيير… دعونا نستغل هذه الفرصة.”
وأكد الجربا وجود تواصل مع إدارة ترامب بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية.
تهميش العرب
يقول الجربا إن تيار الغد السوري له علاقات مهمة بالسعودية والإمارات ومصر لكنه “مستقل” تماماً.
وقال “نحن محسوبون على أنفسنا… محسوبون على سوريا. المشكلة في المعارضة السورية اليوم هي عدم استقلالية القرار الوطني حتى النظام ما لا يملك استقلاله الكامل.”
وأضاف “نحن حضارتنا عربية وبعدنا عربي لكن العلاقات معهم متوازنة لا يفرضوا علينا شيئاً… شيء غير مقتنعين به نحن لا نمشي فيه نهائيا.”
وذكر الجربا أن التيار لديه أيضاً قنوات تواصل مع تركيا بحكم أنها “دولة جارة ودولة مهمة في المسألة السورية” إلا أنه على خلاف مع الأتراك بسبب محاولاتهم تعظيم دور جماعة الإخوان المسلمين في فصائل المعارضة.
ونفى وجود أي قنوات اتصال بإيران التي تدعم الأسد أو بالحكومة السورية.
وانتقد الجربا عدم دعوة الدول عربية لمحادثات أستانة التي رعتها موسكو وشاركت فيها فصائل المعارضة المسلحة في عاصمة كازاخستان الشهر الماضي. وكانت تركيا وإيران من ضمن الدول المشاركة في المحادثات.
وقال “الذي حصل في أستانة، فبالنسبة لنا كتيار نرفض جزءاً منه ونقبل جزءاً منه. الجزء اللي نقبل فيه هو وقف إطلاق النار وتثبيته… لأن وقف إطلاق النار هو اللبنة الأولى لإطلاق العملية السياسية.”
وأضاف الجربا “الغياب العربي الكامل عن أستانة. هو بالنسبة لنا، أمر غير مقبول نهائياً… غياب الخليج وغياب السعودية وغياب مصر هو أمر نرفضه ونستنكره.”
وتابع “أصلا سوريا بدون حاضنة عربية حقيقية، فلن يكون هناك حل.”
رويترز