قائد في الجيش الحر يكشف استراتيجية قوات الأسد العسكرية في حوران

0

أخبار السوريين: بعد أشهر من “البرود العسكري” الذي شهدته جبهات القتال مع قوات النظام في الجنوب السوري، أطلقت فصائل الجبهة الجنوبية مؤخراً عدة معارك لم تتمكن خلالها الفصائل من تحقيق أهداف مهمة، واقتصر العمل العسكري في بعض المواقع على سبر للقوى التي ترتكز عليها قوات الأسد في حوران.

يشير “عماد أبو عبد الرحمن” قائد “ألوية الفاروق” التابع للجيش السوري الحر، إلى أن تغيرات حاصلة في الجنوب السوري ظهرت في سير المعارك والتكتيكات الجديدة التي تتبعها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها خلال العمليات القتالية، لافتاً إلى أن المعارك في درعا أصبحت تعتبر الأكثر صعوبة من حيث طرقها الجديدة ومنصاتها المفاجئة.

ولم يستبعد “عبد الرحمن” أن يمضي النظام وحلفاؤه في تصعيد العمل العسكري عبر استخدام استراتيجيات قتالية جديدة أو الزج بالمزيد من الأسلحة لتفادي سقوط مواقع جديدة تضييق الخناق عليها بشكل أكبر.

ورأى “عبد الرحمن” أن المعارك السابقة في الجنوب كانت تعتمد على مبدأ “الكثافة النارية والالتحام المباشر”، مشيراً إلى واقع الجبهات اختلف الآن، داعياً إلى ضرورة إيجاد تكتيكات وطرائق عسكرية جديدة في المعارك تخص المواقع المتبقية تحت سيطرة قوات النظام ،والتي تعتبر الأصعب حالياً، حيث بدأ بتغيير استراتيجياته العسكرية التي يتبعها مع فصائل الجنوب.

وأوضح أن استراتيجية التغطية النارية بالسلاح الثقيل قد لا تجدي دائماً عند التحام المقاتلين بصفوف قوات النظام الأمامية، كونها ستحمل خسائر بشرية لا يمكن لمسارات المعارك قبولها، وهو ما أفشل العديد من هجمات الثوار مؤخراً، حيث حددت قوات الأسد بضع مواقع عسكرية كـ”مصيدة للإيقاع” بالجيش الحر.

وكشف أن قوات الأسد استغلت حالة “صمت الجبهات” لتعمل على تأسيس “سرايا” تكون كخطوط دفاع جديدة لمعظم المواقع التي تسيطر عليها، وذلك على ضوء الخطط الهجومية التي كانت تتبعها فصائل الجيش الحر خلال هجماتها التقليدية السابقة.

وأوضح قائد “ألوية الفاروق” أن قوات الأسد أسست ثكنات عسكرية تكون على شكل حلقات دائرية من سواتر ترابية ودشم اسمنتية مدعمة تمتد على مساحات واسعة من المواقع العسكرية، ليحافظ نوعاً ما على المواقع الرئيسية له واعاقة تقدم الفصائل المهاجمة لحين التصدي للهجوم التي تتعرض له خطوك الدفاع الأولى، ووصول التعزيزات، أو الانسحاب بكامل العتاد في حال استمرارية الهجوم وتمكن فصائل المعارضة من كسر الخطوط الأولى والتقدم نحو المواقع الرئيسية .

وأضاف أن قوات النظام باتت تعتمد بشكل رئيسي على زرع حقول الغام بمحيط هذه “السرايا الدفاعية”، تكون فاصلة بين المواقع المحيطة به على شكل شبكات يتم ربط غالبيتها بخيوط خفية سطحية، ذات حساسية كبيرة لأي جسم يلامسها، الأمر الذي جعل من عمليات التسلل الفردية أكثر صعوبة وخطورة كونها مرتبطة ببعضها.

وبناء على ما سبق، أعادت فصائل الجيش السوري الحر ترتيب أوراقها و تحديث خططها العسكرية عبر دراسة تكتيكات محكمة تجعل المعارك القادمة ذات استمرارية وعلى محاور متعددة، تهدف لحصر المواقع المتقدمة لمواقع قوات النظام في نقطة واحدة، ثم الانتقال إلى مرحلة يكون فيها الغاية “تقزيم وتحيجم تواجد النظام عسكرياً، بحسب “عماد أبو عبد الرحمن” قائد “ألوية الفاروق”.

أورينت نت – جواد أبو حمزة

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.