تعرّف على “مراد علم دار” على أرض الواقع الذي أفشل الانقلاب في تركيا

0

أخبار السوريين: أكدت تقارير إعلامية أن رئيس جهاز المخابرات التركي “هاكان فيدان” هو الجندي المجهول الذي تمكّن بحكنته من إفشال الانقلاب العسكري على الحكومة التركية.

ويعد فيدان، الذي يبلغ من العمر 46 عاماً، ثاني أقوى رجل في تركيا بعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اعتبره مرارا كاتم أسراره، ويطلق عليه الأتراك يد أردوغان الضاربة، ومعروف عالميا بأنه الرجل الذي تخشاه إسرائيل، وشهد جهاز المخابرات التركية في عهدة نقلة نوعية كبيرة، وانتقل من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى جهاز من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.

من هو هاكان فيدان

درس هاكان في الأكاديمية الحربية البرية، وتخرج عام 1986. وخلال مهمة له بالولايات المتحدة الأميركية، حصل هاكان على الباكالوريوس من جامعة ميلاند في العلوم السياسية والإدارة.

كما حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت. وكانت أطروحته حول نظام الاستخبارات التركي والأميركي والبريطاني، وأبرز فيها حاجة تركيا إلى شبكة استخبارية خارجية قوية. وقد نال درجة الدكتوراه عام 2006 من جامعة بيلكنت، وكان موضوعها حولها استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق. وتابع هاكان دراسته في عدد من المؤسسات والمعاهد بينها معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الوظائف والمسؤوليات

عين هاكان فيدان رقيبا في القوات المسلحة التركية، كما عمل فني حواسيب داخل القوات البرية التركية. وشغل منصب مستشار اقتصادي وسياسي في سفارة تركيا بأستراليا، وترأس عام 2003 وكالة التنمية والتنسيق التركية.

وعمل هاكان فيدان أيضا مستشارا لأحمد داود أوغلو خلال عمله وزيرا للخارجية، وعين هاكان عام 2007 نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي السنة نفسها اختير عضوا بالمجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في 17 نيسان 2009 تم تعيين فيدان نائبا لرئيس الاستخبارات “إيمره تانير”، وعقب تقاعد رئيس الاستخبارات تانير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيسا للاستخبارات في 27 أيار من عام 2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاما، وبذلك أصبح أصغر شخص يتولى منصب رئاسة الاستخبارات التركية.

إعادة بناء جهاز المخابرات

استطاع فيدان إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش. في الداخل التركي، يلقّبه الأتراك بيد أردوغان الضاربة، ويصفه أردوغان بأنه حافظُ أسراره، وقد استطاع فيدان عن طريق إدارته لجهاز المخابرات، تنفيذ الأجندة السياسية والإقليمية التي يتبناها أردوغان، فقد كان “فيدان” عنصرا أساسيا في معركته ضد “الكيان الموازي”.

ويقول عنه “جيمس جيفري”، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق: “فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد”، وتابع قائلا: “علينا أن نعمل معه لأنه يستطيع إنهاء المهام، لكن لا يجب افتراض أنه الصديق الساذج للولايات المتحدة، لأنه ليس كذلك”.

إنجازات فيدان

كما برزت آثار عمل هاكان فيدان في تنظيم المخابرات وجعلها منافسة للاستخبارات الأجنبية وخاصة الإسرائيلية، حيث نجح في قطع الطريق على جهاز الموساد الإسرائيلي الذي كان يستغل الأراضي التركية لتنفيذ عمليات إستراتيجية، وأجبره على البحث عن بدائل.

لكن دوره الأبرز الذي أكد صحة قرار أردوغان التشبث به في منصبه، هو قيادة جهاز المخابرات إلى جانب قوى رسمية وشعبية أخرى في إفشال انقلاب كاد يطيح بنظام حكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية في 15 تموز 2016.

ففي ذلك اليوم تحركت قوات عسكرية بتخطيط من محرم كوسي المستشار القانوني لرئيس الأركان خلوصي آكار، ودعم من ضباط آخرين بعضهم من ذوي الرتب الرفيعة، لمحاولة الإطاحة بنظام أردوغان، وأغلقوا جسر البوسفور، وأصدروا أوامر بتحليق مروحيات عسكرية في سماء أنقرة، كما سيطروا على قناة تي آر تي الرسمية، وبثوا البيان الأول الذي تعهدوا فيه بإصدار دستور جديد، وإنشاء مجلس سلام يدير الحكم في البلاد.

غير أن الجهد الكبير الذي قامت به المخابرات العامة، وكذلك قيادات الجيش إلى جانب الرئاسة والحكومة، وخروج الجماهير إلى الشارع رفضا لما جرى أفشل الانقلاب، وقامت أجهزة الأمن باعتقال آلاف ممن يقفون خلف الانقلاب ويدعمونه في شتى مفاصل الدولة.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.