أخبار السوريين: حطت متاعب السوريين رحالها في مكان جديد وغير مألوف جدا لأهل سوريا، حيث يعاني نحو 28 سوريا ظروف صعبة وهم مكدسون في إحدى صالات المطارات بكوريا الجنوبية، ينامون ويأكلون ضمن صالة صغيرة، في انتظار أن تبت السلطات بأمرهم.
هنا شخص ينام على المقعد وآخر واقف، وثالث يحشر نفسه في الزاوية، وسط حقائب وأكياس بلاستيك مليئة بمتعلقات 28 شخصا سورياً تكدسوا ضمن إحدى صالات مطار “أنشيون” في كوريا الجنوبية، حسب تقرير مصور لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
28 سورياً يأكلون وينامون ويقضون كل ساعاتهم الطويلة المملة داخل قاعة الانتظار، مترقبين قرار الفصل بمصيرهم من سلطات كوريا الجنوبية، إما بقبول إدخالهم على البلاد أو إرجاعهم إلى المكان الذي أتوا منه.
“محمد” شاب في مقتبل العشرينات، هرب من حلب عندما دمر النظام منزله وحاول سوقه للخدمة في صفوف قواته، التي تقتل السوريين، قال للشبكة الأمريكية في مكالمة هاتفية إنه لايريد أن يكون جزءا من الحرب ولا أن يحمل البندقية.
“محمد” يقيم في حجرة الانتظار المكتظة منذ 6 أشهر، بينما يقول محامون إن السوريين العالقين هم مجموعة من بين 180 شخصا علقوا في صالات المطار المختلفة، وتحاجج وزارة العدل في كوريا الجنوبية أنهم مجرد 116 شخصا.
حالة العالقين لاتبشر بخير، فلا أسرة للنوم ولا نوافذ مطلة على الخارج، وهناك مرش ماء (دوش) واحد للرجال والنساء على حد سواء، بينما تقدم للمحشورين 3 وجبات من الهمبرغر والكولا، يكتفي الكثيرون منها بأكل الخبز، لأنهم يشكون في أن اللحم ليس مذبوحا بطريقة شرعية، أو هو بالأصل لحم محرم.
مسؤولو وزارة العدل في كوريا الجنوبية رفضوا دخول “سي إن إن” إلى ما يسمونه “غرفة انتظار العودة إلى الوطن”، متذرعين بالمخاوف الأمنية، ولكن “محمد” قام بتصوير جزء من الصالة ليكشف كيف يعيشون.
عائلة “محمد” ما تزال في سوريا لأنها لاتملك ما يكفي من المال لمغادرة البلاد، بينما جاء الشاب إلى كوريا الجنوبية عبر الصين قادما من تركيا، معتبرا نفسه محظوظا أكثر من مواطنيه الذي يواجهون خطر الغرق في مياه البحر المتوسط.
يعلق محمد: “لدي أصدقاء لقوا حتفهم في البحر وأنا حزين جدا، لم أقدم على تجربة خوض البحر لأنني رأيت أصدقائي وآلاف من الأشخاص يغرقون”.
رفضت سلطات الهجرة الكورية طلب “محمد” للجوء، متذرعة بأنه ليس لديه مسوغ للحصول على حق اللجوء، كونه قدم من بلد آمن، وليس مباشرة من سوريا الممزقة بالحرب.
ويعد سجل كوريا الجنوبية في قبول اللاجئين السوريين ضحلا ومخجلا للغاية، فمنذ عام 1994 وحتى 2016 لم تمنح البلاد حق اللجوء سوى لـ3 سوريين!، فيما استقبلت نحو 668 سوريا منذ عام 2014، ولكن تحت بند “الوضع الإنساني” الذي تقل ظروفه بدرجات عن وضع اللجوء، وليس لها أي مزايا تذكر.
ترجمة زمان الوصل.