مقتل اللواء محمد منصورة رئيس الأمن السياسي بظروف غامضة

0

أخبار السوريين: قُتل اللواء محمد منصورة، رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا ورئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي، في ظروف غامضة .

وقد نشرت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، أن اللواء قتل متأثرًا بجراحه التي تعرض لها نتيجة سقوطه من بناء مرتفع، ونقل في إثرها لمشفى العثمان في اللاذقية.

بالمقابل اتهمت حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي معروفة بولائها لنظام الأسد، أن منصورة قُتل على أيدي المخابرات مثل القادة الذين سبقوه من قبل (رستم غزالة وغازي كنعان).

يشار إلى أن “منصورة”كان له دور بارز في دعم الأحزاب الكردية الإنفصالية والفصائل المسلحة التابعة لها في محافظة الحسكة.

وفي التفاصيل..

فقد أعلن على نطاق ضيّق و”بحياء” عن مقتل اللواء محمد منصورة رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا، ورئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي سابقاً، بزعم أنه سقط من بناء مرتفع قبل أن يفقد الحياة متأثراً بجراحه في مشفى العثمان باللاذقية.

وككل الضباط المؤثرين، شكك العديد من النشطاء بهذا الخبر مؤكدين على أن النظام وحده من يستطيع أن يغتال “منصورة”، على غرار من سبقوه من “غازي كنعان” وغيرهم، فمن هو محمد منصورة؟

محمد منصورة رئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي سابقاً، لكنه لم يكن على غرار نظرائه من رؤساء الأفرع الأمنية، بل كان رئيساً غير معلن فيها، دخل إليها نقيباً، وخرج منها لواءً، ليستلم منصب رئيس فرع المخابرات العسكرية بفرع فلسطين قبل أن يستلم شعبة الأمن السياسي في سوريا.

كان منصورة الحاكم الفعلي في محافظة الحسكة طيلة ربع قرن، وكان له دور بارز في دعم الأحزاب والفصائل المسلحة التي تعمل ضد العراق وتركيا طيلة فترة وجوده في الجزيرة، ويعتبر راعي حزب “العمال الكردستاني” الأول، ومهندس تحركاته من وإلى سوريا.

تسلم “منصورة” جميع ملفات القوى والأحزاب الكردية التي أتاح لها فرصة تنظيم نفسها في القامشلي رغم عدم وجود قانون رسمي للأحزاب، ورغم اختلاف الإيديولوجية لتلك القوى والأحزاب مع إيديولوجية النظام المعلنة، لكن لا ضير في ذلك ما دامت خيوط كل تلك القوى والاحزاب بيده كالدمى، يقدم المسؤولين عنها تقاريرهم بشكل منتظم لمنصورة، وجميع ما يصدر من دورياتهم ونشراتهم كانت تصل لمكتب منصورة قبل توزيعها، فهم يعرفون قواعد اللعبة، ولا يخرجون عن الخطوط الحمراء، ولم تتجاوز حدود خطابهم تأييد مسيرة “القائد الخالد”

وربما لا يعرف الكثير من السوريين بأنه إضافة إلى إقامة عبد الله آوجلان منذ بداية الثمانينات حتى نهاية التسعينات في (فيلا) في سوريا في ضيافة حافظ الأسد، فإن “كرم” القيادة السورية مع الأكراد في دول الجوار أتاحت الفرصة لأن يقيم فيها جلال الطالباني أيضاً لفترة من الزمن الذي افتتح مقراً لحزبه في القامشلي غير بعيد عن المقر الذي تم تخصيصه للحزب المحسوب على البرزاني، و قد زار بالفعل مسعود البرزاني القامشلي في سنة 1996م في ظل حكم منصورة باستقبال شعبي كردي حاشد، وكان ذلك كله في ظل الهندسة التي وضعها منصورة في الجزيرة لإدارة ملف دول الجوار بكل حرفية وخبث.

استطاع منصورة بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية مع كل الوجهاء والأشخاص الذين يمكن استخدامهم من شيوخ عشائر كانت أمنيتهم شرب فنجان القهوة مع منصورة وكسب الحظوة لديه، ورجالات دين وأصحاب أعمال ومصالح، و بين عصا الترهيب والترغيب جنّد له مرتزقة وعملاء من مختلف المكونات والمستويات والطبقات، في كل قرية وحارة وزقاق ومقر عمل، خاصة مع ايجاد تُهم جاهزة منذ الثمانينات، فالكردي الذي لا يتعاون معهم فهو انفصالي ويمكن ان ينام في السجون ولا احد يجرؤ حتى بالمطالبة به، وأما العربي فتهمته الجاهزة (يميني صدامي) وهذه التهمة وحدها جعلت الآلاف يغيبون وراء الشمس (ولا يزالون) ، والمسيحي أيضاً في فترة من الفترات يمكن أن يكون كتائبي مساند لميليشيات جميّل ولاسرائيل، وهكذا كان له عناصره ومخبروه وجواسيسه من أبناء الشعب كما كان له قوادوه ايضاً ممن يسهرون على تجنيبه ملل العزوبية.

كما استطاع منصورة بناء ثروة كبيرة من خلال علاقاته المالية مع مهربي الدخان والسلاح والمواشي، و يمكن وصف منصورة بدون مبالغة بالدهاء والخبث لأبعد مستوى، ولم يُنقل أنه ضرب أحداً بيده، فإشارة من يده مع ابتسامة للعنصر كانت كفيلة بأن يقوموا بواجب الضيافة على أصوله للشخص المغضوب عليه.

أصبح اسم منصورة مصدر رعب حقيقي في المنطقة، ولقبه الذي يعرف به “أبو جاسم”، رغم أنه بقي أعزباً طيلة فترة حياته، أياً كان، فمنصورة اليوم مات كما مات رستم غزالة وغازي كنعان والعديد من رموز نظام الأسد وقادته الأمنيين.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.