الجيش الحر يؤكد.. مصير فيدرالية “صالح مسلم” كمصير “خلافة البغدادي”

0

أخبار السوريين: يمكن اعتبار القرار الأخير الذي أعلن عنه اليوم الخميس، حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي “pyd” طعنة جديدة تنالها الثورة في أكثر المراحل التاريخية حراجة على الاطلاق منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات، ولعل قرار الحزب المصنف على قوائم الإرهاب بفرض نظام جديد في المناطق التي تنتشر فيها ميليشياته بداية مرحلة جديدة تبدو أكثر دموية .

وربما تسعى التنظيمات الكردية وعلى رأسها حزب ” صالح مسلم” إلى استغلال أي ظرف مواتي لتنفيذ التقسيم والذي لطالما لوح به الانفصاليون مرحبين بالخطوة الأولى فيه، ألا وهي إعلان ” الحكم الذاتي” في الشمال والشرق السوري، وبطبيعة الحال كانت القوى الكردية المؤيدة لهذا المشروع تعمل طيلة السنوات الماضية على ضرب الثورة وكل المكونات الوطنية والحؤول دون انتصارها ضد بشار الأسد، وتجلى ذلك في عدة صور أبرزها التحالف العسكري والسياسي المستمر داخلياً وخارجياً بين التنظيمات الكردية المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب والمرأة مع قوات النظام ومفارزه الأمنية والعسكرية.

وكانت حلب الثورة شاهدة على التنسيق المباشر بين الطرفين ولعل الربع الأول من العام الحالي كان الأبرز من حيث التمدد والسيطرة على حساب الثوار في ريف حلب الشمالي وفي التوقيت نفسه، بعد أن نال الطرفان ،  قوات الأسد وميليشيات الاتحاد الديموقراطي التي تقود ” قوات سوريا الديموقراطية ” الدعم الجوي الروسي المكثف والذخائر والأسلحة على تنوعها.

وربما كان للتنظيمات الكردية المسلحة التابعة للاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب مزايا أكثر خلال الفترة نفسها، بحيث كانت تتلقى الدعم المباشر من قبل قوات التحالف الدولي وبالأخص من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي زودتها بكميات كبيرة من الأسلحة كان من المفترض أن توجه نحو تنظيم الدولة الإسلامية، لكن القوى العسكرية الكردية المرتبطة بصالح مسلم وجهتها باتجاه المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الثوار وتمكنت على إثر الدعم الكبير من السيطرة والتمدد شمال حلب حتى مشارف مارع.

لن تقف الفصائل الثورة على أية حال مكتوفة الأيدي متفرجة إزاء القرارات الفردية التي تقرر مصير سوريا بشكل كامل، أو ربما تعبث بالخارطة الموحدة للبلد الذي ضحى ثواره بالغالي والنفيس طيلة أعوام الثورة المنصرمة، وربما يمكننا القول بأن الفصائل بشكل عام رفضت واستنكرت الخطوة المعلنة ” إقامة النظام الفيدرالي ” وتوعدت كل من يفكر بتقسيم سوريا أو اللعب بمستقبلها بمصير يشبه مصير التنظيمات الموازية لنظام الأسد الذي مزق سوريا وحاول تفتيت البنيان السوري ” المجتمع والأرض”.

المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشامية، العقيد محمد الأحمد، أكد ل ” أورينت نت ” أنه لا يمكن لأي مكون من المجتمع السوري أن يتفرد بقرار مصيري كهذا الذي صرح به حزب الاتحاد الديموقراطي، كيف إذا ما كان المصرحون لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يعبرون عن الشارع الكردي، وأوضح الأحمد ” نحن كما كل الفصائل الثورية الوطنية نرفض أي مبادرة تمهد لتقسيم سوريا وضرب الثورة والقضاء على المبادرات الديموقراطية التي دفع من أجلها السوريون دماء طائلة طيلة سنوات الثورة”.

وأضاف العقيد الأحمد، ” نحن نعتقد أن حزب الاتحاد الديموقراطي وذراعه العسكرية ووحدات حماية الشعب والمرأة لا تمثل الشارع  الكردي السوري، إنما  تمثل نفسها، وتمثل أهدافها الحزبية وأجنداته الخاصة والتي كانت ولا تزال على حساب الثورة والشعب السوري وتطلعاته،  وهي في نفس الوقت مصنفة كمنظمات إرهابية لطالما قتلت ونكلت وحاولت إفشال الثورة من خلال تعاملها وتواصلها المباشر مع قوات الأسد والميليشيات الموالية من جنسيات وعرقيات مختلفة .

وتابع العقيد الأحمد، ” نحن نعتقد أن هذه القرارات ماهي إلا صب للزيت على النار فالوضع العام اليوم في سوريا، وفي حلب خاصة والشمال السوري لا يحتمل أي تعقيدات إضافية، و غير قادر على احتمال أي مبادرات ومشاريع فئوية  من شأنها زرع فتنة جديدة تهدف إلى التقسيم وهي بالطبع ستكون فتيل لإشعال النار و شارة البدء لإراقة مزيد من الدماء.

وأضاف العقيد الأحمد ” نحن نستنكر هذه القرارات الحزبية الضيقة التي لا تخدم السوريين بشكل عام وندعو أخوتنا في الوطن “الكرد ”  لنبذ هذا الفريق أي ” حزب صالح مسلم” والالتفاف حول الثورة ومطالبها وبعد أن تنتصر الثورة سيكون هناك قرار شعبي ودستور يحفظ للجميع حقوقهم ويوزع الواجبات.

وأشار العقيد الأحمد إلى أن مصير الإدارة الذاتية التي تتحدث عنها القوى الكردية اللاوطنية الفشل لانها تصطدم مع تطلعات السوريين بشكل عام نحو بلد حر وكريم وموحد  يعيش كل أبنائه في كنفه وينعمون بخيراته التي ظلت منهوبة طيلة العقود الماضية.

من جانبه أكد قائد لواء السلطان مراد، العقيد أحمد العثمان، أن فصائل الثوار بشكل عام ترفض هذا الإجراء الانفصالي من قبل ال ” pyd ” والقوى الحزبية الرديفة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ولن يقف الثوار مكتوفي الأيدي في حال فرض الفيدرالية  كأمر واقع في سوريا وفي المناطق المعلن عنها بحسب العقيد العثمان.

وأوضح العقيد العثمان خلال حديثه ل ” أورينت نت ” أن هذه الخطوة تترتب عليها الكثير من النتائج الخطيرة التي ستظهر تباعاً في المستقبل القريب والبعيد، وهو سيكون بمثابة فتح الباب على مصراعيه لكل المكونات في سوريا لكي تطالب بحكم ذاتي ونظام أقاليم عرقي وربما تحت مسميات دينية وطائفية لن تزيد المشهد إلا دموية.

لا يمكن التنبؤ بما قد ينتج عن هذا الإعلان الخطير في هذه المرحلة، وتحديداً إذا ما تم تطبيقه على أرض الواقع وما يرافقه من إجراءات ديموغرافية تعسفية أو تمدد جغرافي بحيث يتم من خلاله الاستحواذ على مقدرات البلد النفطية والزراعية والمائية، ويبقى السؤال المهم هل ستسمح تركيا الجارة التي تشترك بمئات الكيلومترات مع الادارة المزمع إنشائها، وهل سيلقى الإعلان ترحيباً دولياً وبالتحديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت لتحقيقه من خلال تسهيلات كثيرة قدمتها لهؤلاء الانفصاليين.

أورينت نت.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.