عملية نصب ضخمة تتم في السويداء.. باسم أسماء الأسد ؟

0

أخبار السوريين: منذ عدّة أشهر تجري عملية نصب كبرى في السويداء ، أخرجت من المحافظة حتى اليوم أكثر من نصف مليار ليرة سورية معظمها من جيوب أناس فقراء وعاطلين عن العمل أو موظفين معدمين تقطّعت بهم السبل فاستدانوا أو باعوا محابس زواجهم ليشتركوا مقابل وعود بالربح السريع والوهمي.

اسم شركة النصب “شركة المركز السوري” لصاحبها النصاب أيمن شهاب الدين (تاجر شامي له ارتباطات أخطبوطية بضباط مخابرات علويين) ومجال نشاطها الاحتيالي شبه محصور في السويداء.

عملية النصب الجماعية هذه تقوم على الفكرة الآتية: تتورّط فتخسر أموالك، ولكي تستعيد هذه الأموال عليك أن تورّط غيرك!

بدأت عملية النصب عبر مندوبين من أبناء المحافظة اتفق معهم أيمن شهاب الدين لبدء الترويج لمشروع الربح السريع مقابل مبلغ مئة ألف ليرة لكل مندوب مع وعود بمكافآت شهرية في حال نجح مشروع النصب (تراوح عدد المندوبين الأوائل بين 70 – 80 مندوباً).

مهمة المندوبين الأوائل الذين بدأوا بالترويج للمشروع هي إقناع أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم بالاشتراك عبر التأكيد لهم بأنهم استرجعوا أموالهم وبدأوا بجني الأرباح.

يدفع المشترك الضحية مبلغ 56 ألف ليرة ويأخذ بدلاً عنها قسيمة شرائية احتيالية لا يحق له صرفها إلا في مؤسسة شهاب الدين نفسه التي تقوم ببيعه بضاعة “ستوكات” بأضعاف ثمنها. ولكي يدخل هذا المشترك في منظومة الربح الوهمي عليه أن يُدخل شخصين على الأقل معه ليدفع كل منهما مبلغ 56 ألف ليرة. وعلى هذين الشخصين أن يُدخلا أشخاصاً آخرين وهكذا وهكذا إلى أن وصل عدد الداخلين في السويداء إلى أكثر من 9 آلاف شخص حتى تاريخ كتابة هذه السطور.

الأوائل من المشتركين فقط استطاعوا تحصيل مبالغهم فعلاً من خلال توريط سلسلة طويلة من الأقارب والأصدقاء. أما البقية فهم ما زالوا مصدّقين حملة الأكاذيب المنظمة التي يروّج لها عملاء الشركة الذين صاروا اليوم بالمئات.

خطورة هذه العَجَلة الكاملة من النصب والاحتيال تتلخص بالآتي:

أولاً، النصب الجماعي على كتلة اجتماعية كبرى برعاية مخابراتية تتقاسم الأرباح مع الشركة النصّابة!

ثانياً، زيادة الفقر في محافظة تُعتبر من الأشدّ فقراً في سوريا، لأن عمليات النصب تجري على الناس الفقراء والعاطلين عن العمل والذين يحلمون بالمال (حاول النصاب أيمن شهاب الدين افتتاح فرع لشركته في طرطوس فتمَّ منعه!).

ثالثاً، إخراج كتلة نقدية كبيرة من المحافظة (نصف مليار ليرة والحبل على الجرار) كان يمكن لها أن تحرك عجلة الأسواق وفرص العمل في السويداء (الشركة تشترط على المتورطين شراء حاجياتهم من مقرها في دمشق).

رابعاً، تكريس مبدأ النصب والاحتيال بين الناس، وتشجيعهم على توريط أقاربهم وأصدقائهم من أجل تحصيل ما خسروه!

على سبيل المثال تُجري الشركة تدريبات للمشتركين على كيفية توريط الأقارب والأصدقاء، ومن بين هذه الأساليب الأسلوب المنحطّ التالي الذي يلقنونه للمشترك:

اتصلْ بالشخص المستهدف واسأله:

  • هل تثق بي؟
  • نعم.
  • أريد أن أراك غداً ومعك مبلغ 56 ألف ليرة.

فيأتي هذا الشخص إلى الموعد ومعه المبلغ ظناً منه أن صديقه يريد الاستدانة! فيفاجئه الصديق بالطلب منه أن يشترك في الشركة مع شرح عمومي ومضلّل ووعود كبيرة بالربح، وأيضاً مع التأكيد له بأنه هو استعاد المبلغ الذي دفعه وقد بدأ بالربح!!

أحد الذين استقبلوا النصاب أيمن شهاب الدين في مضافاتهم بالسويداء قبل أن يكتشف بأنه محتال كبير، أكد لنا بأن شهاب الدين لـمَّح للحاضرين بأن أسماء الأسد هي صاحبة المشروع، ثم في جلسة أخرى في بيت مضيف آخر تراجع عن ذلك وقال إن العميد وفيق الناصر من “مشجعي” هذا المشروع.

وبالطبع لا يمكننا الجزم بحقيقة من يغطي المشروع فعلاً، وهل أسماء الأسد على علم به أم أن النصاب أيمن شهاب الدين استخدم اسمها فقط لبثّ الطمأنينة في نفوس ضحاياه، حيث أن كثراً من الضحايا إلى اليوم يؤمنون بأنه ما دام المشروع لأسماء الأسد فلا يمكن أن يكون مشروع احتيال؟ وهل العميد وفيق الناصر فعلاً هو شريك في هذا المشروع؟ لكن ما يمكننا الجزم به أنه لا يمكن لعملية احتيال كبرى ومنظمة في طول المحافظة وعرضها أن تتمّ من دون رعاية أمنية فعلية.

ماهر شرف الدين.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.