أخبار السوريين: دعا أمير “جبهة النصرة” في بلاد الشام “أبو محمد الجولاني ” أنصاره للاستعداد للمعركة وأن يشدوا من ضرباتهم، وانتقد ” الجولاني ” في كلمة مسجلة بعنوان “هذا ما وعدنا الله ورسوله” الذين قبلوا بالتفاوض.
وحذر ” الجولاني ” في كلمته التي سبقت تطبيق الهدنة التي تسنثني تنظيمي “الدولة” و”النصرة” بسويعات، من أنه إذا تمكن الروافض من السيطرة على أرض الشام فسيكونون في أقل من عقد في جزيرة العرب.
واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على هدنة في سوريا يفترض أن تبدأ منتصف الليلة (الجمعة -السبت)، وافق عليها النظام بشروط، كما أعلن 97 فصيلا عسكريا معارضا موافقته أيضا، إضافة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وفيما يلي أهم ما جاء في كلمته:
“لا يزال الصراع بين الحق والباطل أبد الدهر حتى تكون كلمة الله هي العليا، ومن رحمته سبحانه أن سن لهذه الأمة الجهاد والقتال للدفاع عن حقوقها وحرماتها، وأذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، فكم من باطل انتفش وانتصر بسبب رجال يدافعون عنه وكم من حق ضاع واندثر حيث لا ناصر له، فلا يكفي الحق كونه حقا فلابد من قوة تحميه.
سنت التدافع بين الحق والباطل أصل في حياة الخليقة، ولولا ذاك لاستبد الطغاة واستعبد الناس، وضاعت الحقوق وانهارت المبادئ وانتهكت الأعراض والحرمات، إن الظالم لا يقف عند حد مالم يرَ سيفا مهندا وإن المظلوم يبقى مقهورا حتى يتصدى لجلاده.
لقد يسر الله لأهل الشام جهاد عدوهم وظالمهم بعد قهر وظلم دام أكثر من أربعين عاما شهد فيها أهل الشام أصناف العذاب وارتكبت فيها العديد من المجازر وما خفي في المعتقلات كان أعظم وأشنع ولم يزل حتى انتفض أهل الشام بوجه ذلك النظام بصدور عارية وحناجر صادحة ونفوس كريمة استعذبت القتل لنيل الكرامة والعزة، فتحمل أهل الشام في ذلك تكاليف باهظة من قتل وتشريد وسجن واعتقال وذاقوا ألوان القصف والدمار، وسلطت عليهم عصابات إيران وحزب الإجرام، فرضيتم يا أهل الشام المقارعة ونزلتم أرض المعركة وجاهدتم أعداء الله، فغدا الطاغية يشكو الضعف والخور امام ضرباتكم واستشعر الناس قيمة العزة وعلموا كيف تسترد الحقوق وكيف توهب الحياة ومع كل بلاء وشدة تشتد معها قوة عزيمتكم وإصراركم على مواصلة الطريق حتى نهايته بالنصر ن شاء الله، فهاهم أهل الشام على مر التاريخ إذا لانوا كانوا كالغدير العذب، وإذا غضبوا كانوا كالبركان الهائج يحولون العصي لصواعق حارقة والسواعد لمدافع هادرة.
*الموت ولا المذلة
يا أهل الشام يا اهل النخوة والرجولة والإباء يا أهل العزة والفخر يا أهل الإيمان يا من جعلت أرضكم عقر دار المؤمنين يا من جعل صلاح الناس بصلاحكم احذروا خديعة الغرب وأمريكا احذروا مكر الرافضة والنصيرية، فالجميع يدفعكم للعودة إلى عهد نظام الأسد الكافر الظالم، فما سرهم أن تتحرروا من قبضته وخشي الشرق والغرب من امتداد تحرركم إلى بلدان أخرى وقد أعلنتم قرارتكم من أول يوم خرجتهم فيه على الطاغية فقلتم حينها “الموت ولا المذلة” وأنتم أهل لتصديقها إن شاء الله، فتوالت على ثورتكم وجهادكم المبادرات والمهل والمصالحات انتهاء بدور الأخضر الابراهيمي بتجميد القتال في حمص ثم خلفها ديمستورا ليقوم بالدور نفسه في حلب وكل هم المجتمع الدولي والأمم المتحدة ألا تسلكوا طريقا يوضع نبراسا لحرية الشعوب وكرامتهم، فأول ما عرض ديمستورا مبادرته حاول النظام النصيري حينها قبل عام ونصف أن يصل لنبل والزهراء حتى يقوي موقفه في التفاوض فكانت موقعة “حدرة تنين” حيث تكبد النظام فيها مئات القتلى ولم يمهلهم جيش الفتح، فبدأ السيل الجارف يقتلع النظام النصيري من إدلب إلى سهل الغاب مرورا إلى جسر الشغور وأريحا فأوشك النظام حينها على الانهيار برغم كل أشكال الدعم الرافضي الإيراني، ليجيئ التدخل الروسي بعدها معلنا، وليحرز تقدما جزئيا يفضي إلى خطة ديمستورا المعلقة وليرغم المجاهدين على الجلوس إلى طاولة الحوار مع قاتلهم وجلاديهم ويسلموا أرضا ارتوت ينابيعها من دماء الشهداء ويغمدوا سيفا حمل أمانة المسير حتى التحرير بإذن الله.
*هدنة لوأد الثورة
فكان مؤتمر الرياض ليتعبه جنيف 3 ويساق المشهد من رحيل الأسد إلى هدنة مخزية مذلة، هدنة ترسم الحدود مرة جديدة، ليصبح أهل السنة في الشام أقلية فقي مناطقهم بعد تهجير الملايين وقتل مئات الآلاف، هدنة تئد الثورة وتدخل الجهاد الشامي إلى دهاليز المؤتمرات الدولية، وملفات الأمم المتحدة فيخرجوه عن أصل معدنه، هدنة تفضي إلى حل سياسي، يبقي مؤسستي الجيش والأمن راعيتي الإجرام والقتل، هذا إن لم يبق بشار نفسه وهو الأرجح بعد المرحلة الانتقالية ومدتها 18 شهرا فيشرك من يرضى بالخنوع والاستسلام لينضم مع ميليشيات بشار ضمن جيش وطني ويمنح أصحاب المغامرات السياسية كراسي العار في ظل حكومة وحدة وطنية تحت حكم نصيري.
وإلى المستمسكين بوعود أمريكا، ألم تسعفكم السنون الخمس من الكذب والمراوغة لمعرفة حقيقتها، لقد راهنتم على حسن نواياهم ومواقفهم المتلونة، فماذا جنيتم معهم سوى تهديدات جون كيري تدفعكم إلى الرضوخ، بل تعدى الأمر استغلال دماء أهلكم ومصابهم من أجل تسوية ملفات روسية إيرانية لصالح أمريكا، أتظنون أن مشهد القتل والتدمير اليومي في الشام يحرك مشاعرهم تجاهكم، فقد فعلو ا أمثاله أو يزيد في أفغانستان والعراق، أترجون من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أن تصدر منهم قرارات تنصف قضيتكم، فلكم في فلسطين عبرة وعضة وإن من العجب العجاب أن يساوم على دماء وتضحيات أهل الشام من كان بالأمس من كان بالأمس ضمن منظومة الظلم والقهر والفساد التي ثار الناس عليها ليتحول في ليلة وضحاها إلى ممثل أو متحدث رسمي باسم من ضحوا وقدموا الآلاف من الشهداء بل وأعطى لنفسه الحق في أن يضع ما قدمه أهل الشام في كفة ليفاوض عليها في الكفة الأخرى بمساعدات إنسانية وإغاثية، وليتذكر أولئك أنها كانت ولازالت ثورة كرامة وجهاد أمة عظيمة ولم تكن يوما ثورة جياع.
*المفاوضات الحقيقية
ويزداد عجبنا عندما نسمع ذلك قبل غيره أنه يريد اختبار نوايا النظام وإيران وروسيا بعد أن أجروا دماء أهل السنة أنهارا في الشام ولم يسلم منهم طفل أو امرأة أو عجوز بل لم يتركوا فعلا شنيعا للقتل إلا واستخدموه وهدموا مدن وقرى أهل السنة وهجروا ثلاثة أرباع أهل السنة من الشام، فهل بعد هذه الأفعال اختبار للنوايا.
ولا عجب أن يصدر هذا من مفاوض لم يعش مأساة أهلنا، ولم يعايش قصفا أو يغبر قدميه في معارك الشام، فمن لم يقدم الغالي والنفيس هان عليه بيع الشام بثمن رخيص.
وأما المفاوضات الحقيقية، فهي التي تكون في ميادين النزال والقتال هي التي تخلع القلوب وتشد على اللئام وتقشع الغمام حتى يعم الأمن والأمان، فعلاج الأسباب خير من المفاوضة على النتائج فهذه اللغة التي يفهمها الطغاة جيدا.
يا أهل الشام الكرام
أتوجه بالشكر الجزيل إليكم، أهل الوفاء والعطاء، الذين رفضوا قصف جبهة النصرة خادمتهم ودرعهم بعد الله عز وجل، إننا على العهد ماضون جبهة لنصرة أهل الشام، ولو أن الهدنة صدقت في إيقاف قصفكم دوننا، فهذا شرف عظيم أن يسخرنا الله للتخفيف عنكم فنحن لكم فداء إن شاء الله.
يا أهلنا في حلب البطولة، حلب الجد والعطاء، حلب النخوة والآباء. بدأتم جهادكم في الشام بعدة وعتاد قليلين، حررتم نصف حلب في غضون أشهر، أحييتم في صدر الأمة معاني التضحية والفداء والاستشهاد، أثبتم يقينا أنكم أحفاد أبطال الأمة عماد الدين الزنكي وابنه نور الدين، رغم كل ما أصابكم ويصيبكم لازلتم مستمسكين بأرضكم ولسان حالكم يقول إما حياة تسر الصديق أو شهادة تغيظ العدا، ثبتوا ثبتكم الله وواصلوا المسير ولا تخشوا العسير، انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
وإن كانت حلب عاصمة الشمال، فلنا في غوطة دمشق ودرع البطولة رجال يأبون الضيم يجاهدون في الله حق جهاده نحسبهم ولا نزكيهم، ونذكرهم بدورهم البارز في مرحلة الشام القادمة أن يشمروا عن سواعدهم ويجدوا في الحرب والقتال فإنها الفاصلة بإذن الله.
* الثورة الحقيقية
أهلنا الكرام
إن ثورة ناجحة هي التي تقتلع جذور النظام القديم بكل مؤسساته وإلا فهي هدر للدماء والأموال ومن ثم عودة للمربع الأول تحت نظام أكثر بطشا وطغيانا، فإن الشام اليوم تمثل محطة تحول تاريحية عظيمة وإن نصرها سيعيد عزا عظيما من أمجاد الأمة وكرامة ضاعت ومجدا هدر ويحيي ضميرا مات في نفوس المسلمين وهذا عين ما يخشاه الغرب.
ويا أهل الإسلام إن لم يكن في الشام حسم لهذه المعركة فستطال تبعاتها أهل السنة في المنطقة المحيطة، فعلى شعوب السنة في المنطقة أن تدرك ذلك جيدا، فلو استقر الأمر للرافضة والنصيرية في الشام فهذا يعني بالضرورة نقل المعركة بعد أقل من عقد إلى جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وهكذا وهلم جرا.
كما أن ترك أهل السنة في العراق يواجهون مصيرهم وحدهم دفع الرافضة للنظر فيما هو أبعد من العراق إلى الشام واليمن، فمن يأمن بعد الشام واليمن على جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم.
وإنني إذ أخاطب شعوب المسلمين لا حكامهم الذين لا يقوون على شيء إلا إظهار الطاعة والخضوع للأمريكان، فإن الجهاد في الشام اليوم يقف في وجه الرافضة عن المنطقة عموما ـ فالحرب تعدت مرحلة مواجهة نظام بشار إلى التصدي للمشروع الرافضي كاملا، وأن واجب النصرة اليوم من الشعوب المسلمة، يفرض على كل مسلم أن يقوم بنفسه ويسقط هذا الواجب الشرعي بالمال والنفس والولد، فإن أهل الشام يستنصرونكم فلا تخذلوهم ولا يكن الرافضي الأفغاني أقرب إليهم منكم.
وإلى الأبطال الميامين فرسان الشام وقادتها ليوث الجهاد والاستشهاد، إخواني في جبهة النصرة
أذكركم في ظل هذه الظروف التي تحاك لكم قول الله تبارك وتعالى “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
إن طريق النصر إيمان واجتهاد، محنة وبلاء، صبر وثبات، وتوجه إلى الله ثم يجيئ النصر والنعيم، وإن نصر الله مدخر لمن يستحقه ولا يناله إلا الذين يثبتون حتى النهاية، يثبتون على البأساء والضراء، قال تعالى “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين”.
إنها تكاليف النصر والانتقال من الذل إلى العز ومنن الضعف إلى القوة فيعز بذلك على أصحاب هذا البلاء أن يفرطوا بالنصر بعد هذه التضحية العظيمة ولا ينالوا ما بعد هذا البلاء إلا أصحاب الصبر، قال تعالى ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون”.
* “بشار مقهور ذليل
يا جند الشام
لقد شرفكم الله بجهاد عظيم في أرض طيبة مباركة تدفعون عن المستضعفين من الناس فشدوا عزماتكم وقووا ضرباتكم ولا تخيفكم حشودهم وطائراتهم فإن الشجاعة وقاية والجبن مقتلة، وليكن قدوتكم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأمام كل صراع بين الحق والباطل ينقسم الناس إلى عدة أصناف، إلى مؤمن ومنافق ومخذل ومعوق، فاختر من أي صنف تكون.
اليوم يظهر الشجاع من الجبان اليوم يظهر الصادق من الكاذب اليوم يظهر المؤمن المنافق، وتشتد الحرب لتظهر معادن الرجال، فقليل من الصبر ينجز الله وعده بنصره، وليكن لسان حالك يا جندي الإسلام:
“وإن لرزقت الموت في ساح الوغى… إذ نار حقدهم تشربوا من دمي
كيما أنادي في الأعادي شامخا …رباه إن الموت نعم المغنم
وبثثت تلك الأرض نجوى عاشق..يا شام هل رويت بطاحك من دمي
ما كل ذاك يا إلهي باهظ…….. إن كان مجزيا بجنة منعم”.
يا حماة هذا الدين أحسنوا ظنكم بالله وتوكلوا عليه سبحانه، وإنا علي يقين بنصر الله، وكأني أرى جموع المجاهدين يدخلون دمشق منتصرين، وإن النظام النصيري زائل زائل، وإن بشار مقهور ذليل هو وأعوانه وإن أهل الشام في أمن الاسلام وحكمه بإذن الله فما ضاع من تكفله الله ما ذلك على الله بعزيز.
وإلى إخواننا الذين هاجروا وناصروا أهلنا وحملوا معنا السلاح وضحوا بمالهم وأرضهم في سبيل الله فداء لإخوانهم من أرض الشام، لن تخذلوا أيها المهاجرون بأرض الشام، فإنها أرض كرم وبذل، وحفظا للمعروف، وإني قد لمست حب الناس لحكم وحرصهم عليكم واستعدادهم للتضحية لأجلكم، فلن تؤتوا من قبل أهل أرض بذلتم لها الغالي والنفيس.
وأقول لمن يفكر بأن ينسحب من الصف ويرضا لنفسه الذل والهوان ويحتج بمصلحة واهية وسياسة عقيمة، أقول للفارين من القتال والموت، قوله تعالى “قل لن ينفعكم الفرار إن قررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا”.
فلا يكن حالك جبان صاغر صامت منزو حيث ما كان هناك شدة وخوف، وشجاع وفصيح بارز حيث كان هناك أمن ورخاء، فلا ينال المؤمن منهم إلا سلاطة اللسان.
وإلى جنود فصائل الشام
أذكر نفسي وإياكم بدماء المسلمين التي سالت على هذه الأرض المباركة ثمنا لتحريرها، فما منكم من أحد إلا وقد فقد عزيزا أو قريبا بذل روحه ليكون جسرا لمن بعده ويكمل الطريق والمصير، فكيف لنا أن نخمد نارا أوقدتها دماء طاهرة زكية وأنات ثكالى وصرخات يتامى وأمعاء خاوية وأطفال غرقى في البحار وصفوف من اللاجئين والمهجرين وسجناء طال انتظارهم خلف القضبان وصيحات مغتصبات ضجت بها مسامع الناس، كل أولئك بانتظار لحظة النصر، حتى تشفى جراحهم وهي أمانة في أعناقكم، فأنتم أهل لحملها إن شاء الله.
رصد.