مخاوف من إعادة احتلال الساحل من قبل عصابات الأسد بدعم روسي

0

أخبار السوريين: تقدّمت عصابات الأسد والقوات الموالية لها في عدة محاور من جبلي التركمان والأكراد في الساحل السوري، في الوقت الذي أبدى فيه عدد من ناشطين الثورة السورية تخوفهم من استمرار تقدّم تلك القوات، وخروج الساحل السوري من سيطرة الثّوار إلى سيطرة عصابات الأسد، وسط ضعف في حجم الإمداد لقوات المعارضة في جبهة الساحل، والقصف العنيف للطيران الروسي.

حيث قال قائد كتيبة جند الرحمن “أبو إبراهيم الشغري” لصحيفة “القدس العربي” إن عصابات الأسد سيطرت على جبل النوّبة؛ ما يعني أنّ برج القصب، وسلمى أصبحتا مهددتين بالسقوط، مشيراً إلى أنّ القصف الروسي كان شديد التدمير في المعركة.

ولفت الشغري إلى أن مقاتلي المعارضة في الساحل السوري، يحتاجون إلى “مضادات طيران ومؤازات من إدلب؛ كون الوضع خطيراً جداً، حيث إن معارك الساحل المستمرة من أكثر من شهرين، أفقدت قوات المعارضة الكثير من المخزون البشري”، نافياً في الوقت ذاته وجود أية وعود، وأن مقاتلي الساحل تركوا وحدهم في معركتهم ضد عصابات الأسد.

وكانت عصابات الأسد، مدعومةً بغطاء جوي من قبل الطيران الروسي، خلال الأيام الماضة، على محوري جبل التركمان والأكراد، حيث تقدّم في الأولى في جبل الزاهية، فضلاً عن تلال عطيرة، ما يجعل منطقة جبل التركمان بشكل شبه كامل تحت مرمى نيران عصابات الأسد. كما تقدّمت عصابات الأسد وميليشياته، في المحور الثّاني، محور جبل الأكراد، في تلة كوفليكلا وتلة الزيارة، إضافة إلى جبل النوبة المطل على كفرية وبرج القصب والزويك، بالإضافة لتلال منطقة الجب الأحمر المطل على سهل الغاب.

ويتهم عدد من الناشطين في الساحل الفصائل الكبرى بخذلانهم والتي من أهمها “جيش الفتح” في إدلب، وفتح معارك جانبية غير ذات أهمية، في الوقت الذي يخسر فيه مقاتلو الساحل مناطقهم، ويفقدون زمام المبادرة أمام الهجمة العنيفة من قبل عصابات الأسد عليهم، مشيرين إلى أن الفصائل الكبرى لن تتحرك إلا حينما تُستهدف مناطق نفوذها في إدلب وريف حماة، وهو ما قد يحصل إذا استمر خذلان مقاتلي المعارضة في الساحل.

وفي السياق ذاته يبدي الناشط الإعلامي مهيار بدرة تخوّفة من خروج الساحل من حضن الثّورة، حيث أن ما يجري في جبلي الأكراد والتركمان، يتم بتخطيط روسي، وبدعم جوي روسي، بالإضافة لوجود عدد كبير من المرتزقة الذين تستعين بهم عصابات الأسد، على حد قوله.

وأشار بدرة إلى أن الروس يقومون بقصف المدنيين، كي يعملوا على إلهاء مقاتلي المعارضة، وتوجيه اهتمامهم للأهل، لانقاذهم من القصف، وإسعافهم إلى المشافي.

وقال الصحفي عمر أبو خليل إن سياسة النظام الآن في الساحل، تعتمد على القضم البطيء، تمكّن من خلالها من السيطرة على عشر مناطق استراتيجية، وعينه الآن على برج القصب وسلمى، محاولاً تحقيق نصر استراتيجي، حيث إن برج القصب يرصد اوتستراد (حلب- اللاذقية)، مشيراً إلى أن السيطرة على برج القصب إن حصل، سيُمكّن عصابات الأسد من عزل الجبلين.

ولفت أبو خليل إلى أن فصائل المعارضة خسرت العشرات من مقاتليها خلال المعارك الّتي تخوضها، منذ أكثر من شهرين، دون أن يكون هناك إمداد لها، رافضاً مع ذلك تخوّف البعض من خروج الساحل السوري من حضن الثورة.

ويُعتبر دخول الروس إلى جانب عصابات الأسد، على خط المواجهة ضد مقاتلي المعارضة، في الساحل، عاملاً إضافياً في خسارة قوات المعارضة عدداً من المناطق الاستراتيجية، بسبب التغير الذي حصل في طبيعة المعركة الجوية، كما يقول معارضو الأسد، من حيث كمية عدد الغارات الجوية الّتي ارتفعت لعشرة أضعاف عما قبل، بالإضافة لقرار الانتقام الروسي من مقاتلي المعارضة في جبلي الأكراد والتركمان، بعد قتلهم للطيار الروسي، الذي أسقطت طائرته الحربية على جبل زاهية من قبل طائرات تركية.

وفي السياق اعتبر د. عثمان الصالح القيادي التركماني في “الجيش السوري الحر” خلال حديثه لصحيفة “القدس العربي” أن ما يجري في جبلي التركمان والأكراد، هو “بداية لتأسيس الجمهورية العلوية، بعد أنّ هجّر نظام الاسد، وشريكه الروسي 70 ألف شخص، من ساكني تلك المناطق إلى مخيم حدودي، بعد أن شنّت المقاتلات الروسية على قرى وبلدات الجبلين مئات الغارات الجوية، على قراهم وبلداتهم”، على حد قوله.

ونوّه عثمان إلى أن هناك وعوداً، بدعم تركي، لكن حتّى الآن لا يوجد شيء على أرض الواقع، حيث أن الطائرات الروسية تقتل وتهجر الأهالي، دون أن يتحرك أحد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن جميع الفصائل قدّمت ما بوسعها، خلال المعارك.

واستبّعد عثمان بشكل مطلق أن يخرج الساحل من حضن الثورة، ويعود إلى حضن الأسد، إذ إن منطق التضحيات التي يقدمها مقاتلو المعارضة على الأرض، والتوافق الإقليمي، باعتقاده، تمنعان سقوط الساحل في قبضة الأسد.

يشار إلى أن أهمية معارك الساحل تكمن في قربها من الخزان البشري لرأس النظام بشار الأسد في القرداحة، فضلاً عن كونها طريقاً هاماً لإبعاد شبح التقسيم عن الوطن الجامع سوريا، بالإضافة لطبيعتها الجبلية التي تجعل من السيطرة عليها وبالتالي يصبح عدد كبير من المناطق الاستراتيجية لقوات المعارضة في مرمى نيران عصابات الأسد، والتي من أهمها سهل الغاب بريف حماة، وجسر الشغور في ريف إدلب.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.