عائلة سورية تتبنى رضيعا عثرت عليه تحت الركام في الحويجة

0

أخبار السوريين: على عجلة من أمره أخرج أبو محمد عائلته من المنزل الذي استأجره في بلدة الحويجة بسهل الغاب، بعد أن نزحوا من بلدتهم التي كانت تشهد اشتباكات بين عصابات الأسد والثوار، بسبب القصف المكثف من قبل الطائرات الحربية التي شنت هجوماً عنيفاً على الحويجة بالصواريخ الفراغية مستهدفة المنازل السكنية.

وروى أبو محمد لصحيفة “القدس العربي” تفاصيل قصته التي عثر فيها على طفل رضيع تحت الركام قائلا: استيقظنا في السابع من شهر تموز/يوليو الصيف الماضي على أصوات الطائرات الحربية التي بدأت تقصف القرية بشكل عنيف جدا، خرجت مسرعا مع عائلتي متجها إلى سيارتي وأصلت أسرتي إلى الأراضي الزراعية التي تقع على أطراف البلدة، ومن ثم عدت لأنقذ الجرحى الذين أصيبوا جراء القصف بمساعدة بضعة شبان من أهالي القرية، بعد أن هدأت حدة القصف، وفرّ أغلب الأهالي. ويستطرد في الحديث قائلا “استطعنا إنقاذ عدد من الجرحى، ومن سقط قتيلاً أخرجناه من تحت الركام ودفنه، وقبل أن أخرج من القرية وأثناء مروري بالقرب من منزل مدمر سمعت صوت بكاء طفل صغير”.

وتابع أبو محمد: “كلما كنت أقترب من المنزل كان صوت الصراخ يرتفع، هممت مسرعا أبحث في ما تبقى من زوايا المنزل المدمر لأجد طفلاً رضيعاً لا يتجاوز عمره بضعة أيام، وعليه دماء وكأنه أصيب بالقصف، كما شاهدت بعض الأشلاء بالقرب منه، توقعت أن تكون لأفراد أسرته، كان الطفل داخل سرير مغطى نصفه بالتراب، أخرجته بسرعة وركضت به إلى سيارتي، ركبت السيارة وانطلقت باتجاه عائلتي، لآخذهم معي وأتابع طريقي باتجاه أقرب نقطة طبية، وبالفعل وصلت إلى مكان الاسعاف، وقام الممرضون بتضميد جراح الطفل الصغير الذي كانت إصابته خفيفة جداً، وتابعنا طريقنا باتجاه مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية، وأثناء تواجدي في النقطة الطبية أخبرت الممرضين بقصة الطفل وكان هناك شخص داخل النقطة سمع حديثي فطلب الطفل مني، وقال لي أعطيني إياه لأتكفل به؛ لكنني رفضت ومضيت في طريقي”.

ولدى سؤال أبو محمد عن أهل الطفل أجاب: لا أعلم شيء عنهم ولا أعرفهم، على الأغلب أنهم استشهدوا جراء القصف؛ لأنني أخبرت من كان موجودا من سكان القرية بأن الطفل موجود عندي، وسأقوم برعايته وأتكفل به حتى ألتقي بأحد من عائلته إذا لم يكونوا قد قتلوا”.

أصبح عمر الطفل الآن خمسة أشهر ولم ير أبو محمد أحداً من أفراد أسرته، وهذا ما يؤكد لأبي محمد بأنهم قد قتلوا بالكامل وإلا لو كانوا أحياء لبحثوا عنه، حسب تعبيره.

يؤكد أبو محمد أن الطفل الذي أطلق عليه اسم (عبده) أصبح جزءاً من عائلته، وأحد أفراد أسرته، ولن يتخلى عنه ما لم يصل أحد من عائلته، مشيرا إلى ان احدى العائلات التي تعاني من عقم ولم ترزق بأطفال جاءت إليه وعرضت عليه مبلغ ثلاثة ملايين ليرة مقابل إعطائهم الطفل؛ لكنه قابلهم بالرفض ليكسب ثواب كفالته، حسب وصفه.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.