أخبار السوريين: بدأت اليوم الأربعاء عملية خروج المئات من المدنيين والعسكريين من حي الوعر آخر معاقل الثوار في مدينة حمص، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل قبل أسبوع، بين ممثلين عن ووجهاء الحي ونظام الأسد برعاية الأمم المتحدة.
وأفادت قناة الأورينت أن نحو ٣٠٠ من المقاتلين الرافضين لاتفاق الهدنة سيخرجون اليوم على دفعات وبسلاحهم الفردي إلى مناطق في ريفي حماة وإدلب.
وأضافت القناة أن الوعر سيشهد أيضاً خروج عدداً من الحالات الخاصة، بينهم حالات شلل تام وبتر أطراف وجرحى بحاجة ماسة لعمليات جراحية، يعجز عنها الوضع الطبي في الحيّ، وسيكون معهم مرافقيهم من عائلاتهم فقط.
يأتي ذلك بعد يومين من دخول أولى قوافل المساعدات الإغاثية إلى حي الوعر المحاصر عبر الهلال الأحمر السوري.
وبحسب بنود الاتفاق، من المقرر خروج نحو 200 إلى 300 مقاتل ممن يرفضون الاتفاق على دفعات، وكذلك خروج بعض عائلات الثوار ، وتسليم القسم الأول من السلاح الثقيل والمتوسط، وتسوية أوضاع الراغبين بتسليم سلاحهم.
كما ينص الاتفاق على الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل خلق ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق.
وفي المرحلة الثانية يتم فتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين إلى داخل وخارج الحي عبر حاجز ” دوار المهندسين” الذي سيفتح للمشاة فقط، إلى جانب السماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة للحي، على أن يتم لاحقاً فتح القصر العدلي في الحي، إلى جانب تقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص لإطلاق سراحهم، والتي وصل عددهم لنحو 5000 معتقل، بين مفقود ومخطوف ومعتقل وموقوف.
يذكر أن مع بداية العام الحالي توصلت فعاليات الحي العسكرية والمدنية والدينية إلى اتفاق هدنة مؤقتة مع قوات النظام مقابل رفع حصار جزئي عن الحي، واستمرت الهدنة إلى 29-8-2015 ، تاريخ إغلاق معابر ومنافذ الحي، بالتزامن مع تصعيد عسكري عبر استهداف الحي بالصواريخ “أرض- أرض” وقذائف الدبابات والمدافع والهاون والنابالم والإسطوانات الحارقة، إلى جانب استخدام الطيران الحربي والمروحي والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى.
ويشار أن حي الوعر في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الثوار في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات الأسيد والميليشيات الشيعية التي تحاصره بالكامل، ويقيم في الحي حالياً نحو 100 ألف نسمة.
هذا وسيطرت عصابات الأسد على مدينة حمص باستثناء حي الوعر، وذلك بعد صفقة خروج الثوار من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في أحياء المدينة القديمة باتجاه ريف حمص الشمالي، في شهر أيار/مايو من العام الماضي.