ربحان رمضان ينعي الفنان التشكيلي عمر حمدي

0

أخبار السوريين: توفي اليوم الأحد في العاصمة النمساوية فيينا، الفنان التشكيلي الكردي السوري عمر حمدي المعروف بـ”مالفا” بعد صراع مع مرض عضال، حيث نعاه الكاتب والمثقف السوري الكبير ربحان رمضان فقال: رحل الفنان العالمي عمر حمدي عن كوكبنا قبل ساعات قليلة مخلفا مؤلفات كتابية عن الفن وجوائز كبيرة حصدها لنجاحاته المتتالية في الفن التشكيلي. الفنان “مالفا” وهو لقبه المحبب لديه، كردي من سوريا ولد في قرية “تل نايف” عام 1951، وعين مدرساً للفنون في سوريا عام 1970، ثم عمل رساماً وغرافيكياً في الصحف وفي مديرية الكتب المدرسية في سوريا 1971-1978. هاجر الى النمسا عام 1978 وبقي فيها حتى وافته المنية.

وأضاف رمضان: أتقدم لأهله وذويه، وخاصة الدكتور عمران حمدي بأحر بالتعازي الحارة القلبية، راجياً من الله أن يتغمد الفقيد مالفا برحمته، وأن تكون خاتمة الأحزان.

تفرغ مالفا للعمل الفني، وكتب في النقد الفني، وكانت له محاولات شعرية، وصدرت العديد من المطبوعات والكتب المصورة عن أعماله، وكان عضواً في الاتحاد العام للفنانين النمساويين واليونسكو، كذلك عضواً في “الكونستيلر هاوس” في فيينا، وترأس لجنة التحكيم في غاليري “آرت فوروم” للفن الدولي المعاصر بفيينا.

أعماله مقتناة من قبل تجار الفن في العالم، وصالات العرض، ومتاحف وبنوك ووزارات ثقافة، كما يوجد عدد كبير منها ضمن مقتنيات خاصة في العديد من الدول في مختلف قارات العالم.

يقول مالفا في أحد حواراته “اللون .. اللون .. كلّ شيء هو لون .. يولد مع فتحة العين، وينتهي في المكان الذي ولدت فيه، كانت الفراغات اللونية كبيرة، تتحرك مع غبارها رقع لون صغيرة من ثياب وسجاد ولحف، وكأنها إيحاءات لصدى قديم، نخشى على غيابها..‏ إلا أنّ اللون يبقى حتى اليوم كلما بدأت أواجه المساحة البيضاء، متاهة كبيرة، متاهة الخبرة والإضافات الجديدة، شيء غير قابل للانتهاء، لا شيء ينتهي، كذلك اللون، هذا السر الأبدي للحياة، سرّ لا يمكن الوصول إليه بدون أن تمنحه كل ما عندك.. وأبعد من ذلك أمام هذا الضياع الكبير وتلك المرحلة المعقدة في حياتي، كنت وحيداً مثل اليوم.. أعشق الطبيعة لأنها الحياة، والتفاصيل، واللون والمعجزة والأساس لكل التطورات التي حصلت في تاريخ الفنون الإنسانية”.

للراحل مؤلفات عديدة، منها (مالفا) عمر حمدي: الحياة واللون، باللغة العربية، دمشق / سوريا عام 1976، و(من من) الفن العالمي، سويسرا 1994، وقاموس عالم النقد الفني، باللغة الإنكليزية، فلاش آرت للنشر، عام 1999، وألبوم (مالفا) إلى الألفية الجديدة، معرض أرنوت، نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية عام 2004.

ومما كتب على مدونته رحمه الله: خمسون سنةً من التفرّغ، وأنا أحمل في داخلي قصةَ شعبٍ، قصةَ بحثٍ عن سر اللون وقدسيّة التفاصيل، في زمن يحكمه النفاق بدلاً من العدالة؛ أحمل ملامح أطفالي وذاكرة جسدي في جواز سفر مزوَّر من مكان إلى آخر في هذا العالم.. لم أملك سوٍى المنفى في لوحتي، لغةً أو وطناً يرسم مكان موتي.. خمسون سنةً وأنا ما زلت هذا المتأمّل الفاحش بصمتٍ لجسد الإنسان والشجر والصخر، أكتب رسائلي إلى ساحات القتل وأقبية الاستبداد.. أجلس بجانب إمرأة أحبها تشبه الشمس، وأنتظر…

وعلى موقعه الرّسمي كتب “مالفا” نصاً جاء فيه: “لم أملك سوى المنفى في لوحتي، لغةً أو وطناً يرسم مكان موتي”. وفعلاً، رحل “مالفا” (1952 – 2015) مساء أمس، السبت، في فيينّا التي يُقيم فيها منذ 37 عاماً.

تجربةٌ بدأت منذ طفولة الفنان المولود في الحسكة لعائلة كردية، عندما حلم بإقامة معرض في دمشق، التي ذهب إليها شابّاً لهذا الهدف، وعُرضت أعماله حينها لمدّة أسبوع في إحدى الصالات بلا زوار تقريباً. بعدها حزم الشابّ لوحاته، وأحرقها في مكانٍ ما.

مسار قاس لفنان؛ نشأ في بيتٍ طيني فقير، لأبٍ صارمٍ يرفض فكرة أن يكون ابنه فنّاناً، حتى غادر إلى فيينا عام 1978.

في أعمال قديمة لـ”مالفا” نجد الطبيعة وجمالياتها، وفي أخرى أعمال رمادية وكئيبة، وبعضها تطل منه وجوهٌ هرِمة ومُنهكة. أما في السنوات الأخيرة، فقد تسللت المأساة السورية إلى لوحته عبر وجوه مفجوعة يغلب عليها اللون الرمادي.

يعتبر عمر حمدي العمل الفنّيّ بطبيعته جانبا من التراث الإنسانيّ، وهو جزء من الثقافة التأمّلية في حياتنا، وأهمّية العمل الفنّّيّ لم تكن يوماً باغترابه عن القراءة الجماهيرية مهما اختلفت اتجاهاته وتقنياته..‏ لأنّ اللوحة في النهاية تبدأ من إنسان لتستمرّ في إنسان آخر، في الفنّ كلّ شيء يصبح جميلاً، وهذا الجمال هو جزء من تجربته إن كان مباشراً أم لا.‏

يقيم عمر حمدي منذ أكثر من ربع قرن في العاصمة النمساوية فيينا متفرّغا للعمل الفنّيّ بشكل كامل ويقدّم نفسه بقوّة في أهم المعارض والملتقيات الفنية الدولية.

من معارضه الخاصة:

1976 صالة الشعب بدمشق.

1977 المتحف الوطني بحلب.

1979 فيينا، البنك النمساوي المركزي – آرت غاليري بشيكاغو، غاليري ليتسون بتينيسي ناشفيل – غاليري كرال بسان فرانسيسكو – وغاليري آرنوت بنيويورك.

1990 غاليري اتيليه – وغاليري سيليستة بفيينا ودار الفن بكوتينكن بألمانيا.

1991 غاليري فرانكين شتاين ببرلين.

1992 غاليري فيندلي بنيويورك وباريس.

1993 غاليري آرت فوروم للفن الدولي المعاصر بفيينا

من معارضه المشتركة:

1972 – 1977 مشاركة بمعارض الخريف السنوية في المتحف الوطني بدمشق والمعارض الدورية لنقابة الفنون الجميلة بصالة الشعب.

1980 – 1992 مشاركة بمعارض الاتجاد العام للفنانين النمساويين داخل النمسا وخارجها.

1989 قصر المعارض بفيينا – والمهرجان العربي الأول للفنون – دار الفن بكوتينكين بألمانيا.

1985 – 1993 مشاركة بالمعارض العالمية السنوية للفنون بفرانكفورت، ألمانيا.

1989 المشاركة بالمعرض العالمي للفن المعاصر في مدريد، اسبانيا.

1990 المشاركة بالمعرض العالمي للفن المعاصر في ميلانو، إيطاليا.

1991 المشاركة بمعرض آرت جونكسيون الدولي في نيس، فرنسا.

1992 المشاركة بمهرجان بولونيا للفن المعاصر، ايطاليا. ومهرجان فيرونا للفن الأوروبي. ومعرض دار الفن في النمسا، والمعرض العالمي في اسبانيا، والمعرض الفني في مهرجان المحبة والسلام في اللاذقية.

1993 المشاركة بالمعرض العالمي للفن المعاصر في بودابست، هنغاريا.

عمر حمدي 4 عمر حمدي فالفا 1 عمر حمدي فالفا 2 عمر حمدي فالفا 3 عمر عمدي فالفا

للمزيد من لوحاته من  هنا:

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.