أخبار السوريين: لا تختلف أسباب انخراط الكويتيين والمقيمين بالكويت في القتال بسوريا عن باقي الأطراف الأخرى، خاصة الفصائل المحلية؛ فالدعاية الإعلامية لهذه الفصائل والاحتقان الطائفي في العراق وسوريا يدعوان إلى اعتبار الشام أرض جهاد وجب القتال فيها.
التحق سوريون مقيمون بالكويت، إضافة إلى عدد من الكويتيين، بالفصائل العسكرية التي تقاتل في سوريا، خاصة جبهة النصرة والجيش الحر، إلى جانب انضمام عدد قليل منهم إلى تنظيم داعش.
وكشفت بيانات لتنظيم داعش عن فقدان التنظيم عددا من الذين كانوا يقيمون بالكويت المنضمين له خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والذين شاركوا في معارك التنظيم بسوريا، إضافة إلى إعلان مواقع إلكترونية مقربة من جيش الفتح مقتل عدد من منتسبيها كانوا مقيمين في الكويت وشكلوا قيادات إعلامية ودينية.
ويقول أحد أقارب عبد الله ويمان السكاف اللذين كانا يقيمان في الكويت وقتلا في سوريا مؤخرا على يد تنظيم داعش والجيش النظامي، إن ابني عمومته “التحقا بجيش الفتح حيث تركا الكويت بسبب الضغط النفسي الذي كانا يعيشانه نتيجة ما يجري في الداخل السوري من اعتداءات على المواطنين السوريين”.
وأضاف أن عبد الله السكاف “خرج للجهاد في أرض الشام في شهر يوليو/تموز 2013 كمعلم ومفت شرعي في منطقة حلب مشاركا في التدريس والتعليم كهدف أساسي ليفيد المقاتلين بعلمه، خاصة أنه كان يعمل في الجانب الدعوي بالكويت”.
وتابع أنه “شارك في الاقتحامات وساحات القتال وأصيب عدة مرات، لكنه عاد إلى الكويت في نهاية عام 2013 لافتا إلى أن انتقاله إلى سوريا جاء برغبة شخصية منه رغم رفض عائلته، حيث قتل في يونيو/حزيران 2014 في سوريا بعد إصراره على العودة للقتال”.
ويروي أن يمان شقيق عبد الله انضم “لجيش الإسلام” وعمل في الجانب الفقهي والدعوي أيضا، ثم خضع لدورات عسكرية وشارك في القتال حتى أسره تنظيم داعش في فبراير/شباط الماضي في إحدى نقاط المرابطة بدوما، ثم أعدمه ذبحا في يونيو/حزيران الماضي، لافتا إلى أن يمان قام بإلغاء إقامته في الكويت قبل أن يتوجه إلى سوريا.
ويؤكد أن جيش الفتح انتقم من مقتل يمان بقتل كويتي من تنظيم داعش يدعى عايد العنزي كان يعمل أيضا شرعيا في التنظيم.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني كويتي إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عدد من المقاتلين الشباب الذين التحقوا بصفوف الفصائل العسكرية وعادوا إلى الكويت مؤخرا، أو قاموا بتسليم أنفسهم للسلطات، لافتا إلى أن السلطات قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم، وفق القانون.
وأعلنت مؤخرا السلطات الكويتية إلقاء القبض على خمسة أشخاص كانوا منضمين لصفوف تنظيم داعش في جبهات القتال بالعراق وسوريا، إضافة إلى توقيف آخرين وإصدار منع سفر في حقهم إن كانوا مواطنين، ومنع دخولهم في حال كانوا مقيمين.
أما عن أسباب التحاق الكويتيين والمقيمين بالكويت بالفصائل العسكرية المقاتلة بسوريا، يرى المحلل السياسي الدكتور فهد الشليمي أن “الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والاحتقان الطائفي بسبب النزاعات في العراق وسوريا انعكست سلبا على المراهقين والشباب بالكويت”.
ويضيف أن “غياب الإعلام المضاد لهذه الأفكار المتطرفة والتي تشكل مدخلا لمحرضي الطائفية أسهم في التغلغل ونشر الفكر المتطرف والطائفي بين بعض الفئات العمرية”، وخلص إلى أن “الكثير من الدول لا تحاسب منتسبي الكتائب العسكرية كالجيش الحر مثلا نظرا لعدم تصنيفه ضمن القائمة الإرهابية”. الجزيرة.