تنظيم داعش يخطف 230 مدنيا في القريتين بريف حمص

0

أخبار السوريين: خطف تنظيم داعش 230 مدنيا بينهم ستون مسيحيا على الأقل غداة سيطرته على مدينة القريتين التي تعد رمزا للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في محافظة حمص وسط سوريا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم خطف 170 سنيا وأكثر من ستين مسيحيا أمس الخميس، بتهمة التخابر مع النظام أثناء مداهمة نفذها مقاتلوه داخل مدينة القريتين.

وكشف عن حركة نزوح واسعة شهدتها القريتين والبلدات المجاورة -لا سيما الحواريين ومهين وصدد- باتجاه مدينة حمص، منذ تقدم تنظيم داعش في المنطقة خلال الأيام الأربعة الأخيرة.

وكان تنظيم داعش سيطر مساء الأربعاء الفائت بالكامل على المدينة الواقعة في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين له.

وأوضح سكرتير بطريركية السريان الأرثوذكس في دمشق المطران متى الخوري أنه لا توجد معلومات أكيدة عن حادثة الخطف لأن الاتصالات صعبة مع سكان المدينة، لكنه أشار إلى أن التنظيم احتجز المواطنين في أماكن إقامتهم وفرض عليهم الإقامة الجبرية.

من جهته، أكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان وجود نحو مئة عائلة سريانية محتجزة من قبل التنظيم داخل القريتين.

وقال سكان مسيحيون من المدينة مقيمون في دمشق إن نحو 18 ألف سني وألفي مسيحي من الطائفة السريانية -كاثوليك وأرثوذكس- كانوا في مدينة القريتين قبل اندلاع النزاع عام 2011، لكن لم يبق منهم سوى ثلاثمئة مسيحي قبل هجوم تنظيم داعش عليها.

وأوضحت سيدة من القريتين المحاذية للبادية السورية أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في المدينة كانت دائما جيدة، مشيرة إلى مشاركة المسيحيين والمسلمين معا في صلاة احتفالا بإعادة تأهيل كنيسة القديس إليان في سبتمبر/أيلول 2009، وهي كنيسة يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس.

وتحظى مدينة القريتين بأهمية إستراتيجية بالنسبة إلى تنظيم داعش لوجودها على طريق يربط مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها يوم 21 مايو/أيار الماضي بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، مما يمكنه من نقل مقاتليه وإمداداته بين المنطقتين، بحسب المرصد السوري.

ومن جهته أكد الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية محمد يحيى مكتبي أن الائتلاف يتابع بعناية التقارير الواردة عن اختطاف تنظيم داعش لعشرات العائلات السورية “السريانية المسيحية” من بلدة القريتين في ريف حمص.

وأدان مكتبي ارتكاب تنظيم داعش لهذه الجريمة الطائفية التي شارك فيها نظام الأسد، حينما سهل سيطرة التنظيم على البلدة يوم الأربعاء الماضي إثر اشتباكات وهمية بينه وبين عصابات الأسد، التي انسحبت من المنطقة لتترك الأهالي لمصيرهم.

وأكد مكتبي أن نظام الأسد يتعمد تسهيل تقدم تنظيم داعش في المناطق ذات التنوع الطائفي والعرقي حتى يستغل ذلك سياسيا، لافتا إلى أن هذا التقدم بنفس الوقت يؤكد أن نظام الأسد لم يعد قادرا على حماية الأراضي التي يسيطر عليها.

وشدد مكتبي أن الائتلاف سيبذل جهوده لتحري تفاصيل هذه الحادثة، وتحرير المختطفين، إضافة إلى مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه الخروقات والجرائم المرتكبة من قبل تنظيم داعش ونظام الأسد.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.