أخبار السوريين: تعرض الموقع الالكتروني للمرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة وأحد أبرز مصادر الأخبار حول النزاع في سوريا، للقرصنة على أيدي عناصر يقولون إنهم ينتمون إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا باسم “داعش”، ما تسبب بتوقف الموقع عن العمل وتدمير محتوياته.
ونشر القراصنة على الصفحة الرئيسية للمرصد تعليقا يحمل توقيع “جيش الخلافة الإلكتروني” مرفقا بصورة معدلة بواسطة برنامج فوتوشوب، تظهر وجه رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، على جسم جاثم على ركبتيه باللباس البرتقالي والى جانبه مقاتل من “داعش” ملثم بالأسود ويمسك بيده سكينا، في تلميح إلى الإعدامات التي ينفذها التنظيم بحق رهائنه.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “الأمر ليس اختراقا شكليا لأن الموقع تعرض لتدمير بشكل كامل وحذفت كافة المعلومات التي كانت موجودة عليه”، مضيفا “لدينا نسخة عن المعلومات التي كانت منشورة وسنواصل نشر الأخبار على موقعي فيسبوك وتويتر حتى إعادة العمل على الموقع”.
وأضاف عبد الرحمن “سبق أن تعرضنا لتهديدات مماثلة سواء من عناصر التنظيم أو نظام الأسد أو جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) لكننا استمررنا في العمل ونتعهد اليوم بمواصلة توثيق ما يجري في سوريا ونشره أمام الرأي العام”.
وأضاف المرصد السوري أنه يتعهد بالاستمرار في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا على الرغم من تهديدات القتل التي تلقاها من تنظيم “الدولة الإسلامية” وتدمير موقعه الإلكتروني.
وقال المرصد في بيان له: تعرض الموقع الإلكتروني الرسمي للمرصد السوري لحقوق الإنسان ((www.syriahr.com))، يوم أمس الأربعاء الـ 8 من شهر تموز/يوليو من العام 2015، لعملية قرصنة منظمة وتدمير بيانات موقع المرصد من قبل جهة أطلقت على نفسها اسم “جيش الخلافة الإلكتروني”، وقامت بتركيب صورة لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مرتدياً “اللباس البرتقالي” الذي يستخدمه تنظيم “الدولة الإسلامية” في عمليات إعدامه لضحاياه ويقف بجانبه أحد سيافي تنظيم “الدولة الإسلامية” أو ما يعرف “باسم جون”، وقاموا بتدوين عبارات على الموقع الرسمي للمرصد عقب قرصنته وهي: “في هجوم مدهش ومفاجئ وفريد من نوعه، اقتحم خبراء الخلافة الكمبيوتر الأساسي للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وقاموا فيه بتهكير موقع الإنترنيت، وتدميره، وإتلاف، ومسح البيانات منه بشكل كامل”، وأضافوا ” ونتيجة للضرر الكبير بالموقع والحجم الكبير في تلف البيانات، قرر المرصد إغلاق البوابات وينصح زواره بمتابعة أخر الأخبار والأحداث عبر المكتب الإعلامي للدولة الإسلامية “، كما أضاف القراصنة: “حتى إشعار آخر سيطلق على اسم المرصد السوري لحقوق الإنسان: “الحق الإسلامي في مطاردة الكفار”، أيضاً عمد القراصنة الإلكترونيون بعد إتمام عملية قرصنة الموقع الرسمي للمرصد إلى وضع روابط لما تدعى “مجلة دابق”، التي يصدرها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان ما يعرف بـ “الجيش السوري الإلكتروني” المؤيد لنظام بشار الأسد، قام في منتصف شهر فبراير/شباط من العام الجاري، بقرصنة الموقع دون تدمير البيانات، وقامت بوضع شعار النظام السوري، وتدوين عبارات على الموقع الرسمي للمرصد عقب قرصنته وهي: “إلى رامي عبد الرحمن ربيب المخابرات البريطانية، كفاك كذباً وتذكر أن الشعب السوري لن ينسى يوماً دعمك لجيش إسرائيل الحر ومرتزقة زهران علوش، الجيش السوري الالكتروني مرَّ من هنا”.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وضعنا نصب أعيننا هدفاً واضحاً وهو رصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، دون الانحياز لأي طرف، سوى الشعب السوري الذي تهدر دماؤه وتزهق أرواحه وتنتهك حقوقه بشكل يومي، أمام أعين المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً لوقفها، لذلك فإن هذه التهديدات التي تلقيناها سواء من نظام بشار الأسد والجهات الداعمة له عربياً وإقليمياً، ومن قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ومؤيديه، وفصائل إسلامية مدعومة من إحدى دول الجوار السوري، لم ولن تثنينا عن مواصلة ما بدأناه من نضال من أجل الوصول إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، دولة تكفل حقوق كافة مكونات الشعب السوري، دون التمييز بين طائفة وعرق ودين.
ونقولها لكافة من يهددونا ويريدون الوصول إلى نشطاء المرصد في الداخل السوري، أو النيل من مديره رامي عبد الرحمن وتصفيته، نقول: أن كافة أعضاء المرصد البالغ عددهم أكثر من 230 المنتشرين على التراب السوري، يؤمنون بما يؤمن به رامي عبد الرحمن في رسالة نصرة حقوق الإنسان، وعليه فإن إسكات المرصد السوري وإيقاف نضاله هو من أحلام أعداء الشعب السوري، ولن يتمكنوا من تكميم أفواهنا لطالما هناك قلب ينبض فينا، وإن تمكنوا من النيل من رامي عبد الرحمن – مدير المرصد، فليعلموا أن هناك أكثر من 230 رامي عبد الرحمن سيكملون المسيرة من بعده.