أخبار السوريين: قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في التقرير التوثيقي لأوضاع المخيمات الفلسطينية في سوريا الصادر اليوم الخميس إن مجموعات المعارضة السورية أغلقت جميع الطرقات بين مخيم اليرموك ومنطقة يلدا وأبقت ممراً إنسانياً، فيما يواصل الأمن السوري اعتقال عشرة لاجئين فلسطينيين من عائلة واحدة منذ سنتين.
حيث تواصل الأجهزة الأمنية السورية اعتقال عشرة لاجئين فلسطينيين من عائلة واحدة منذ تاريخ 12- 6-2013 وهم: “ماهرة محمد عمايري” و”هديل محمود عمايري” و”أسيل محمود عمايري” و”وداد محمود عمايري” و”رزان محمود عمايري” و”سهير محمد عمايري” و”ميساء جمال ادريس” و”فراس وليد دسوقي” وأطفاله “حمزة فراس دسوقي” و”حلا فراس دسوقي”، حيث تم اعتقالهم من قبل عناصر حاجز شارع نسرين بحي التضامن التابع للجيش النظامي السوري.
كما أغلق حاجز يلدا التابع لمجموعات المعارضة السورية المسلحة الطريق الواصل بين مخيم اليرموك ومنطقة يلدا، أمام حركة الأهالي بين المنطقتين، وذلك بعد خلافات بين داعش والنصرة في مخيم اليرموك ومجموعات المعارضة المسلحة في يلدا، هذا وقد صدر يوم أمس بياناً عن مجلس شورى البلدات (يلدا – ببيلا – بيت سحم) أكدوا فيه إغلاق جميع الطرق بين جميع هذه البلدات من جهة وبين مخيم اليرموك والحجر الأسود من جهة أخرى، إلا طريق واحد هو طريق إنساني فقط، حيث أشار البيان بأن هذا الطريق سيخضع إلى تدقيق أمني كبير وتفتيش للرجال والنساء، ويمنع دخول عناصر الفصائل العسكرية مهما كان انتماؤها إلا بعد الخضوع للتفتيش، وأوضح مجلس الشورى بأن هذه الإجراءات جاءت نتيجة ما تعرض له أهل البلدات الثلاث في الآونة الأخيرة من اغتيال واستهداف بالمفخخات والألغام من قبل الغلاة والخوارج بحسب وصف البيان، وكان آخرها اغتيال الأئمة في يلدا، كما شدد البيان أن أي عنصر تابع لداعش أو جبهة النصرة يُكتشف في تلك البلدات سيقتل فوراً.
وفي السياق قام وفد من وجهاء مخيم اليرموك ورئيس المجلس المدني فوزي حميد بزيارة إلى منطقة يلدا لحل إشكالية إغلاق الطريق والجدير بالذكر أن المنفذ الوحيد لدخول المواد والمساعدات الغذائية لأبناء المخيم المحاصرين هو منطقة يلدا, إلا أن مجموعات المعارضة المسلحة تتهم داعش والنصرة في مخيم اليرموك والحجر الأسود باغتيال العديد من عناصرها وعدد من الناشطين في يلدا.
ومن جهة أخرى صرح مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي بأن الحكومة السورية وافقت على دفن من يتوفى من سكان مخيم اليرموك النازحين عنه في مقبرة اليرموك.
وبالانتقال إلى شمال سوريا يعاني مخيم النيرب بحلب من هجرة أبنائه منه وخاصة الأطباء والطواقم الطبية العاملة في المخيم من كافة الاختصاصات، حيث بلغ عدد الأطباء الذين هاجروا من المخيم منذ بداية الأحداث في سوريا 17 طبيباً، فيما أشارت مجموعة العمل الفلسطينية إلى أن عدد الأطباء المتواجدين في المخيم حالياً هم خمسة أطباء مع عدد من الممرضين، جميعهم يعملون في مشفى فلسطين، وهو المشفى الوحيد داخل المخيم الذي يقوم بإجراء عمليات جراحية ويقدم خدماته الطبية لأهل المخيم والبلدات المجاورة، إلا أن ذلك المشفى يعاني من عدم وجود ترخيص رسمي مما جعله عرضه للإغلاق أكثر من مرة، يُذكر أن مشفى فلسطين كان مختصاً بعمليات التوليد فقط، إلا أن الأوضاع في سوريا ومخيم النيرب وبُعْد المدينة عن المخيم اضطر إدارة المشفى للتعاقد مع عدد من الأطباء من مدينة حلب للقيام بعمليات جراحية بسيطة فيه.
أما بالنسبة للمراكز الطبية في المخيم فهناك مركز طبي للأونروا داخل المخيم لا يقدم سوى الخدمات الطبية البسيطة لأبناء المخيم الذين يشكون من عدم فعاليته، فيما تم تحول المركز الثقافي في بداية الأحداث في سوريا إلى مستوصف طبي بجهود بعض المتبرعين من منظمات فلسطينية وعدد من الأهالي، وتم تجهيزه بغرفة عمليات وبعض التجهيزات الطبية، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى الدعم الطبي من قبل مديرية الصحة في سوريا، ولعل حوادث التسمم الأخيرة وعدم اكتشاف المسبب الرئيسي لها، يدل على الأزمة في المجال الصحي التي يعاني منها مخيم النيرب.
في غضون ذلك عمق استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وما تشهده سوريا من موجة حر شديد وارتفاع كبير في درجات الحرارة، من معاناة سكان مخيم خان دنون بريف دمشق الذين يعانون من سوء الخدمات في البنى التحتية، وغلاء الأسعار واستمرار انقطاع المياه والاتصالات لفترات زمنية طويلة، وتفشي البطالة بين سكانه جراء استمرار الحرب الدائرة في سوريا.