أخبار السوريين: قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في التقرير التوثيقي لأوضاع المخيمات الفلسطينية في سوريا، الصادر اليوم الأربعاء، إن نشطاء ومسؤولين فلسطينيين وجهوا مناشدات لإطلاق سراح الناشط جمال حماد بعد 43 يوماً على اعتقاله في السجون السورية، فيما اشتكى أهالي مخيم جرمانا من تفاقم أزماتهم الاقتصادية المعيشية.
وقالت المجموعة في تقريرها إن عددا من الناشطين الهيئات والمنظمات وكافة المسؤولين الفلسطينيين ناشدوا السلطات السورية الإفراج عن مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني جمال حماد وجميع المعتقلين الذين لا شأن لهم في الصراع الدائر في سوريا، وكان حماد قد حاول الخروج من مدخل مخيم اليرموك بعد اقتحامه من قبل داعش، ليتم إعتقاله من قبل أحد الأفرع الأمنية السورية عند حاجز المخيم، وإلى الآن لم يتم الإفراج عنه وقد مرَّ على اعتقاله 43 يوماً دون معرفة مصيره أو مكان اعتقاله.
يشار إلى أن قوات الأمن السوري اعتقلت العديد من الكوادر الطبية والإغاثية العاملة في مخيم اليرموك، في حين تم تصفية العديد منهم تحت التعذيب في السجون، كذلك تم إستهداف مشافي المخيم كمشفى الباسل ومشفى فلسطين وفايز حلاوة، والتي قضى خلالها عدد من الكوادر الطبية والإسعافية مع دمار في البناء والمستلزمات والأجهزة الطبية.
وبالإنتقال إلى جنوب العاصمة دمشق فقد شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين اشتباكات متقطعة بين المجموعات الفلسطينية المسلحة من جهة، وتنظيم الدولة “داعش” وجبهة النصرة من جهة أخرى، دون أن تسفر عن تقدم ملحوظ لكلا الطرفين، حيث لا يزال تنظيم “داعش” يسيطر على حوالي 70% من مساحة المخيم، في حين يسيطر الجيش النظامي والمجموعات المسلحة الموالية له على 30 %.
أما من الجانب المعيشي فيعاني من تبقى أوضاعاً مأساوية نتيجة عدم توفر المواد الغذائية واستمرار انقطاع المياه والكهرباء عن جميع أرجاء المخيم لأكثر من عام ونصف العام، يشار إلى أن حوالي 18 ألف كانوا محاصرين في المخيم نزح منهم الآلاف إلى البلدات المجاورة بعد اقتحام تنظيم الدولة “داعش” لليرموك مطلع أبريل/نيسان الفائت.
أما في ريف دمشق لا يزال سكان مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين يعانون من تفاقم أزماتهم الإقتصادية، التي تجلت بارتفاع إيجار المنازل وازدياد الطلب عليها، مما دفع الأهالي للعيش في ظروف خانقة، وارتفاع نسب البطالة بينهم، يأتي ذلك في وقت تقل فيه المساعدات المقدمة من الهيئات الخيرية والأونروا، والتي لا تغطي إلا الجزء اليسير من تكاليف حياتهم.
ويشتكي سكان المخيم من عدم توفر بعض خدمات البنى التحتية وخاصة تلك المتعلقة بالصرف الصحي، حيث ناشد الأهالي سابقاً المسؤولين عن خدمات المخيم، بحل مشاكل الصرف الصحي والتي تفاقمت بشكل كبير ومنعت سكان المخيم من التنقل والحركة، كما يعانون من استمرار انقطاع الكهرباء والمياه عن جميع أرجاء المخيم لفترات زمنية طويلة،علاوة على أن مخيم جرمانا يشهد ازدحاماً كبيراً بسبب حركة النزوح الكبيرة من المخيمات الفلسطينية في دمشق، وخاصة مخيم اليرموك والحسينية والسبينة بعد أحداث الحرب التي طالت مخيماتهم.
وعلى صعيد آخر وفي بارقة أمل ولزرع البسمة في وجوه الأطفال بعدما غابت عن وجوههم جراء استمرار معاناتهم وحالة القلق والخوف التي تضرب أبناء مخيم خان الشيح بريف دمشق جراء قصف محيط منازلهم، أقامت روضة الشهيد “سامر محمد الصيد” بمقرها داخل المخيم حفل لنهاية العام، وذلك مع انتهاء العام الدراسي للمرحلة الأولى والثانية، حيث كان حضور الأهل والحفل مميزاً، وقدم الأطفال خلاله لوحات فنية زرعت البهجة في قلوبهم وقلوب الأهالي الذين يعيشون في حالة رعب شديد ومتواصل خوفاً من استهداف الجيش السوري لهم، إضافة إلى استمرار الأمن السوري اعتقال أبناءهم عبر حواجزه، علاوة على معاناة الأهالي معيشياً واستمرار قطع الطرق الواصلة للمخيم ماعدا طريق خان الشيح -زاكية.
وإلى الساحل السوري حيث يشتكي أهالي مخيم الرمل في اللاذقية من استمرار حملات الدهم والاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الامنية السورية بين الحين والآخر لمنازل المخيم وتزيد من معاناة سكانه، حيث تقوم المجموعات الفلسطينية الموالية للنظام السوري بمداهمة بيوتهم والسيطرة على بعضها واتخاذها مقرات لها، كما يعاني شباب المخيم من ملاحقة الأجهزة الأمنية السورية من أجل الخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني، مما اضطر العديد منهم للهروب خارج البلاد،و يعيش أهالي مخيم الرمل في اللاذقية حالة من الهدوء وسط استمرار معاناتهم الاقتصادية حيث يشتكي الأهالي من ارتفاع أسعار المواد التموينية، إضافة إلى غلاء إيجارات المنازل.
هذا فيما أفرجت قوات الأمن السوري عن الطالب “عدي رجا” بعد اعتقاله في مدينة قطنا وهو من أبناء مخيم خان الشيح، وكان عناصر اللجان الشعبية التابعة للجيش النظامي في منطقة “عرطوز” بريف دمشق قد اعتقلت ” رجا” (17) عاماً منذ ثلاثة أيام.
يشار إلى أن مجموعة العمل قد وثقت أسماء 855 معتقلاً فلسطينياً في السجون السورية منذ بداية أحداث الحرب في سوريا لا يزال مصيرهم مجهولاً منهم 72 معتقل من أبناء مخيم خان الشيح.
وعلى صعيد آخر، وزعت هيئة الإغاثة العالمية بالتعاون مع الهيئة الخيرية أمس 1500 سلة خضار وفواكه جديدة، و1000 ربطة خبز في منطقة يلدا على أبناء مخيم اليرموك ضمن حملة “الخير الأصيل 2″ بعد توقفها ليوم واحد، وكانت هيئة الإغاثة العالمية وبالتعاون مع الهيئة الخيرية قد نفذت 3 مشاريع مشتركة قدمت فيها 4000 سلة غذائية، و2000 سلة خضار وفواكه، ووزعت الهيئة الخيرية 1500 علبة حليب أطفال بالتعاون مع مؤسسة ” فيفا فلسطين الماليزية” و4600 ربطة خبز قدمتها الخيرية.
يذكر أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعانون جراء استمرار أحداث الحرب في سوريا، والتي وصل تأثيرها إلى المخيمات الفلسطينية، وتحول بعض منها إلى ساحات معارك بين طرفي الصراع، في حين هاجر أهلها خارج مخيماتهم، وفي ظل انتشار البطالة وانعدام الموارد المالية وعمليات التهجير غدت المساعدات الغذائية مصدر عيشهم الوحيد.