بالفيديو: معتقلات النساء في سوريا تنافس فنادق الخمس نجوم!!

0

أخبار السوريين: لم تعرف الدموع سبيلاً للاختفاء أمام كاميرات المخابرات فبكت أم اليتامى، تلك المحكومة 20 عاماً، دون أن يعرف أهلها، أو أطفالها الصغار ما هو مصيرها، واستدارت خوفاً وبكاء حين طلبوا منها رسالة إلى أطفالها اليتامى علّهم يتعرفون على أمهم.

في مقابلة للنساء السجينات ضمن أحد أكبر سجون بشار الأسد، تظهر النساء المعتقلات منذ سنوات، في لباس موحد، وهيئة مرتبة على غير الحالة المعهودة لسجون النظام، ليخرجن للعالم بلسان يخرس عن حالة القهر، ويتفوه بما أُمر، على أنهن يتلقين “أحسن معاملة”، ولم يتعرضن للتعذيب في السجون، التي ربما انقلبت مع دخول كاميرات التصوير إلى فندق من خمس نجوم.

نشرت “الفضائية السورية” الناطقة باسم حكومة النظام السوري، لقاء مع عدد من النساء المعتقلات من عدة محافظات سورية، منها مدينة معضمية الشام، ومدينة دوما، والقنيطرة، بالإضافة إلى نساء من حلب وحمص ودرعا، في داخل سجن عدرا، الفرع المخصص للنساء بريف دمشق الشرقي، ليظهرن في لقاء مبرمج من قبل مخابرات النظام، بالتزامن مع نشر آلاف الصور المسربة للقتلى تحت التعذيب في سجون النظام، وبينهن نساء.

تحاول المذيعة كنانة حويجة (إبنة إبراهيم حويجة مدير مخابرات القوى الجوية السورية الأسبق) إثارة قضايا حساسة، في برنامجها “سوريا تتحاور” مثل مناقشة ملف المصالحات، أو ما بات يعرف “بتسوية الأوضاع” والمدن والبلدات المهادنة، بالإضافة إلى مقابلاتها مع شخصيات مختلفة من أصحاب القرار، بوصفها مقربة من النظام، ولديها ارتباطها الوثيق بمخابراته، وكونها ابنة عائلة مجندة بمعظمها في فروع نظام بشار الأسد الأمنية، قابلت حويجة المعتقلات وأعدت تقريرا عن نجومية “فندق” سجن عدرا.

أصرَت حويجة في برنامجها “سوريا تحاور” على الفضائية السورية، على استجواب بعض النساء المعتقلات المحددات مسبقاً، واللواتي سردن ما تم إملاؤه عليهن قبل اللقاء التلفزيوني، من إبداء “حسن معاملة” مخابرات النظام وقواته في السجن وتكرار مقولة “نعامل بأحسن معاملة ومرتاحة جدا في سجني، والسجن مثل بيتنا”.

استهلَت كنانة حويجة استجوابها للنساء المعتقلات، مع السيدة صبحية حسنين من مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية، المعتقلة منذ تسعة أشهر، ثم المعتقلات الشابات العشرينيات، ومنهن “إيمان” من مدينة دوما في ريف دمشق الشرقي، المعتقلة منذ قرابة العام والنصف، بتهمة “تمويل الإرهاب”.

حاولت المذيعة مراراً إظهار أن ثمة علاقة تربط “إيمان” المعتقلة، بذويها ممن يطالبون بخروجها ضمن صفقة مبادلة، الأمر الذي أرعب الشابة، وأكدت أنها لا علاقة لها بأهلها في دوما، ولا علم لها بمن يطالب بها وهي داخل السجن، ثم طلبت المذيعة من “إيمان” توجيه رسالتين إحداهما إلى أخيها الذي قالت إنه “يحمل السلاح”، فيما لم تزل “إيمان” بين أنياب النظام، فدعته إيمان بارتباك لأن يترك سلاحه ويسلم نفسه لمخابرات بشار الأسد، ورسالة أخرى فيها إنكار حول تعذيب النساء في السجون!، فكان جواب إيمان “أنها مرتاحة جداً خلف القضبان، وتشعر أنها بين أهلها، ولا تحس بأنها سجينة أبدا”، السؤال الذي يرد عليه الناشطون في تعليقاتهم، “كأن من المفروض أن تكون النساء في سجن عدرا للاصطياف أو التنزه، بعد اعتقال أغلبهن دون محاكمة”.

بينما أجبرت السيدة “فاتن حجو” من مدينة حلب وهي أم لثلاثة أطفال، ومعتقلة منذ قرابة العام، أثناء استجوابها من قبل المذيعة حويجة على القول إن “النساء في السجن يتلقين أحسن معاملة، وكأنهنّ بين أهلهن، وفي بيوتهنّ ولا ينقصهن شيء”.

ابنة العشرينيات، الشابة “نايفة موسى خضور” من محافظة درعا، لم تزل “موقوفة” منذ ثلاثة أعوام، دون أن تعرض على قاض أو تحكم، بعد اعتقالها من قبل حاجز عسكري للنظام بدرعا، في بداية الحرب التي يشنها بشار الأسد على شعبه، وأيضا الشابة “كفاء صالح الأحمد” من الحسكة المعتقلة منذ ثلاثة أعوام دون أن يعرف أي أحد من أهلها مكانها أو مصيرها.

أما السيدة “حنان صلخد” من أهالي درعا والمحكومة 20 عاماً، التي بكت أمام كاميرات المخابرات، ولم تستطع أن تخفي ألمها في حرمانها من أطفالها اليتامى، دون أي خبر عنهم، بسبب اختفائها واعتقالها من القنيطرة، المكان الذي لا يعرف أحد هناك أين هي، ولا يوجد من يسأل عنها، ومنذ لحظة الاعتقال لا معلومات عنها لأطفالها، أو لأهلها ولا حتى العكس، فلم تتمالك نفسها وانقطع صوتها، بعد أن أخرست كاميرات المخابرات صوت البكاء، وانهمرت دموعها من جديد عندما طلبت منها “حويجة” رسالة إلى صغارها اليتامى علّهم يعرفون أمهم السجينة. هبة محمد. القدس العربي.

مشاركة المقال !

اترك تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.